لا أخفيك بأني أتابع باهتمام خاص كل خرجاتك الإعلامية منذ أن تمّ إعادة تدويرك بلقب سوبرمان الدبلوماسية الجزائرية تحت إبطه ملفّ واحد ووحيد.. المغرب. الصحراء المغربية.. ولاحظت خلال هذه المدّة القصيرة كيف انعكست سلسلة الهزائم على محيّاك باختفاء ضحكاتك..وسط وجه شاحب.. وصوت بالكاد يصل لمحاوريك.. هو الإنطباع الذي يخرج به من تابع حوارك الأخير أمس الثلاثاء ليزداد المرء قناعة بأنّ أهمّية الاّعب لا تكمن بذاك الذي يركض كثيراً وسط الملعب.. بل من يسجّل الأهداف.. وبكل الهدوء و الصّمت.. هي حالتك.. وعنوان لرؤسائك داخل التكنة العسكرية هناك.. فقد ركضتم كثيراً.. كثيراً.. وبفريق من ست وزراء تحت إشرافك.. وما زلتم وإلى حدود الأمس وأنتم تؤكدون أن للموضوع بقيّة..كآخر جملة الإجابة عن ما يسمّى بالإعتداء المغربي على الشاحنتين وقتل مدنييّن جزائريّين.. مشيداً بالسلوك الحضاري للدولة الجزائرية واحترامها للشرعية الدولية من خلال جملة من الشكايات المرفوعة إلى الأممالمتحدة.. الجامعة العربية الاتحاد الافريقي ضد المغرب وللامانة قلتم: (... هو ردّ فعل دولة مسؤولة.. وسلوك حضاري مطابق للقانون والأعراف الدولية.. وتعبير مدنيّ الغاية منه التدرّج في المواقف..) بكل صدق.. أصابني الذهول وأنا أعيد سماع هذا المقطع بالضبط باحثا عن قطرة خجل تنتاب وجهك المشكوك فيه أنّه آدميّ.. والمرء يعود إلى البيان الرئاسي الصادر مباشرة بعد ثلاثة أيّام من وقوع حادثة الشاحنتين.. وبلغته الوقحة العدوانية بوصف بلدنا بإرهاب الدولة.. وأخطرها أن ذلك لن يمرّ بدون عقاب.. وما تلا ذلك من تحريض وعنف لفظي مباشرة عبر القنوات الإعلامية.. وحالة الاستنفار والتعبئة.. وحشد القوات والمعدات على الحدود... ووووو أين هو التدرج في المواقف..واين هي الشرعية الدولية بعد هذا البيان.. واين هو السلوك الحضاري في عدم اتخاذ اي موقف ضد من يدعوا إلى الإرهاب داخل المدن المغربية.. ووو بالرغم من كل هذه التّيه والعتمة والزاوية الضيّقة التي وصلتم إليها يبقى حوارك وثيقة مهمّة وأساسية بهذا الاعتراف المباشر والواضح بمكان تواجد الشاحنتين المدنيّتين الجزائرتين بالمنطقة المغر بية العازلة حسب اتفاقية إطلاق النار الموقعة مع الأممالمتحدة.. وتحت إشراف بعثة المينورسو لمراقبة أجرأة الاتفاقية... وكي تبرّر تواجدهما أسى لعمامرة وصفت المنطقة بالأراضي المحرّرة وتحت سلطة الجمهورية الديمقراطية الشعبية الصحراوية.. وهو تزوير لوثائق رسمية أممية.. وطعن مباشر للقرار الأممي الأخير الذي مدّد بعثة المينورسو بهذه المنطقة الوحيدة فقط بعد تحرير الگرگرات طبعاً.. لذلك سمّيها ما شئت.. بل أتساءل لماذا لم تقم وزير خارجية جنوب أفريقيا لهذه المناطق المحررة.. وانتم أيضا.. من الواجب الأخلاقي أن تحتفلوا هناك بعيد التحرير والاستقلال.. ولما لا رئيسكم مع شنقريحة.. فقط.. لا أعرف إن كنتم تابعتك إضراب الشاحنات الجزائرية البارحة وهم يرفضون المرور بالمنطقة العازلة.. كما جاء في تصريحاتهم.. بكل الوضوح تحتفظ بلدنا بالرد عن إعتداء بمافي ذلك شرق الجدار الأمني التي تبقى تحت إدراة مغربية بموجب الاتفاق مع الأممالمتحدة.. فنحن معنيّون بفرض سيادتنا على كافة أقاليمنا الجنوبية بعد الگرگرات وإنهاء مسرحية " الأراضي المحرّرة" التي أصبحت آخر ورقة دبلوماسية لدى العصابة بالجزائر للبقاء على جمهورية الوهم الاتحاد الافريقي باعتبارها دولة ذات سيادة جغرافية خصوصا وأن المعطيات تشير إلى أن أغلبية الدول الإفريقية تسير باتجاه تصحيح هذا الخطأ التاريخي.. وتجميد عضويتها في السنة المقبلة بحجة أنها دولة افتراضية لاغير.. إلى حين تغيير القوانين العامة للاتحاد الإفريقي.. هي المعركة القادمة اسي لعمامرة وهي مكشوفة على قاعدة أن المحاربين المنتصرين يكسبون في البداية ثمّ يذهبون إلى الحرب.. أمّا المحاربون المنهزمون مثلكم فيذهبون إلى الحرب ثم يبحثون عن الإنتصار تلك قصتكم معنا.. بين لاعب يلهث كثيراً.. وناصر بوريطة الذي يواصل تسجيل الأهداف.. بكل الهدوء والرزانة والحزم.. والجرأة و اللباقة هي خماسيّة علمنا الوطني يغطي سماء هذا الوطن