ما زالت أجواء الحرب تخيّم على كل القنوات الإعلامية الجزائرية وبيانات أحزابها وتحليلات خبرائها العسكريين في شرح وتفصيل ماسمّاه البيان الرئاسي بالعدوان الغاشم على شاحنتين مدنيّتين من طرف المغرب...ولتقريب المشهد أكثر استضافت قناة "الشروق" جنرالا خبيرا في الأسلحة، ليجيب عن كيفية استهداف الشاحنتين بتلك الدقة؟ فأجاب الجنرال الخبير: "لقد تم استهدفهما بسلاح متطور جدا و من مسافة بعيدة جدا…، و نحن لا نعرف نوع السلاح الذي استخدم… !! "، فعم صمت رهيب في البلاطو، ليتدارك الصحفي تلك الكبوة الإعلامية بارتباك و يقول: "لكن الجيش الشعبي لديه كل الإمكانيات لصد أي عدوان مغربي، و أن النظام المغربي اليوم يعاني من اضطرابات اجتماعية و مسيرات يومية بسبب مشاكل اللقاح و الجواز و ارتفاع الأسعار… ! هذا المقطع الصغير يوضح بشكل كبير حجم الإرتباك والارتجاف لدى الإعلام الجزائري العاجز عن الترافع على مضامين بيان رئاسة دولته.. إذ انتقل بالخبير العسكري من تحديد نوعية السلاح.. إلى احتجاجات المغاربة حول جواز التلقيح حتى يجد لنفسه ولخبيره العسكري مخرجا يحفظ ماء وجهه وهو لم يستطع تحديد نوعية القذيقة المستعملة في الهجوم.. بعد أن حدد مسافة انطلاقها .. هذا الجهل المطلق سيعمّمه السوبرمان لعمامرة عبر العالم عبر شكاية ضد المغرب إلى الأممالمتحدة.. الجامعة العربية الاتحاد الافريقي منظمة العالم الإسلامي يخبرهم بالهجهوم العدواني عبر أسلحة جد متطورة وفتّاكة.. أليس لهذا السلاح اسم ! ؟ فلو اطلعت عبر النيت على مواقع ومنتديات الأسلحة عبر العالم لما وجدت سلاحا بهذه الجملة الإنشائية الطويلة.. التي لا تناسب ولا تلائم طبيعة الشكاية ومضامينها كوثيقة للتقاضي امام المنتظم الدولي.. قصد استصدار قرار إدانة الطرف المعتدي.. هذه جزئيات بسيطة معروفة ومتدوالة.. ولا أعتقد أن لعمامرة جاهل بها.. أبداً.. لكنّه مدخل حقيقي لفهم خلفيات هذا السيناريو من خلال ما جاء في مجمل الشكاية المرفوعة ضدّ المغرب.. وخاصّة أثناء الحديث عن تحديد المكان وموقع الحادثة حيث يقول : (... إنّ استعمال دولة الاحتلال لسلاح متطور فتاك لعرقلة التنقل الحر لمركبات تجارية في فضاء إقليمي ليس له فيه أي حق، يشكل عملا للهروب إلى الأمام حامل لأخطار وشيكة على الأمن والاستقرار في الصحراء الغربية وفي المنطقة جمعاء..) سنترك جانباً نعت المغرب بدولة الاحتلال.. ففي جيبنا الآن القرار الأممي الأخير وبصوت صفر لصالح لعمامرة.. ونسجل اهتمامه وتركيزه على ما سمّاه بالفضاء الإقليمي أكثر من تركيزه على الضحايا المدنيين الذي تستعد الجزائر لا شعال الحرب من أجلهم.. ليتبيّن أن الهدف الأساسي من خلق هذا السيناريو هو تغيير معالم جغرافية تحت اسم الشريط العازل كما حددته اتفاقية وقف إطلاق النار الموقعة بين الأممالمتحدة والمغرب.. إلى فضاء إقليمي كتسمية جديدة للمناطق المحررة المزعومة لدى أنصار البوليزاريو.. مؤكدا أن لا حقّ للمغرب عليها.. هو تزوير وتدليس واضح للقرار الأممي الذي يشرف على هذا الشريط العازل بين طرفي الصراع وقتها.. ولا حقّ لأي أحد التواجد فيها تنفيذا لبنوذ الاتفاق وهو ما صرح به نائب الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق عشية اليوم أمام الصحافة الدولية بالقول : (.. إنّ الشاحنتين التي تزعم السلطات في الجزائر أنهما تعرضتا "لهجوم" من قبل المغرب ، كانتا متواجدتين في الجزء الشرقي بالمنطقة العازلة.. مضيفاً "ليس لدي أي تفسير لسبب وجود الشاحنتين هناك،. فالبحث ما زال جاريا..) هاهي الأممالمتحدة تسمّى المنطقة باسمها كما هو متعارف عليها دوليا.. وهي تجيب على شكايتك حتّى قبل أن تصل.. وتعطى الحق كل الحق لبلدنا الرد وبالاسلحة المتطورة الفتاكة كما جاء في شكايتك.. وسترجع إلى حضيرة الوطن قريبا كما وقع بالگرگرات.. وإذا كان م الأمين العام يجهل أسباب تواجد الشاحنتين المدنيين هناك فإن السبب الحقيقي هو خلق وضعية دبلوماسية ومدنية بين الجزائر وجمهوريتها استعدادا واستباقاً لعرقلة القرار الافريقي لتصحيح الخطأ التاريخي أثناء فكرة تأسيس الاتحاد بإقحام جمهورية بدون مقومات دولة.. فالجزائر بعد ترسيم الحدود مع الجبهة.. وتوقيع اتفاقية الدفاع المشترك.. هاهي العلاقات التجارية بين البلدين تتم وفق الأراضي المحررة التي جاءت بصيغة الفضاء الإقليمي.. مكذّباً بذلك البيان الرئاسي الذي تحدث عن موريتانيا كوجهة للحافلتين. وبالمناسبة فقد سار على نهجه السفير الجزائري بأوروبا قائلا بأن المغرب هو الذي رفض تجديد عقد أنبوب الغاز ناسيا بدوره ما جا في البيان الرئاسي كون القرار هو عقوبة ضد الاعتداءات المغربية..ووو مثل هذا النظام وبهذه الغباء والعزلة داخليّا وشعبيّا لا يذهب إلى الحرب بل يلوّح بها.. ويحسن توظيفها الداخلى ضد الشعب الجزائري الذي نقلت بعض القنوات الأجنبية اليوم طوابير طويلة اعتقدنا أنّها تعبئة شعبية للالتحاق بالجبهة الأمامية استعداداً للحرب مع المغرب.. فلم تكن للأسف إلاّ نقطا لبيع البطاطا حدّدتها الدولة وقف جدولة صارم لا يسمح باقتناء أكثر من نصف كيلوا.. ( وبأمانة) هي القوّة الضاربة التي تجسّدت قوتها بالعودة إلى كل توقيعات الرئيس تبون لتجد أنّها لا تخرج عن قرارات ذات الصلة بالعدس والباطاطا.. أو خاصة بالمغرب وبرقم قياسي.. مثل هذا النظام وبهذا الشكل..لا يستحق الا الشفقة والدعاء بتعجيل رحليه القريب فالبيت هناك أوهن من بيت العنكبوت وموعدنا تطهير الاتحاد الافريقي