في قلب الصحراء القاحلة، وعلى شاطئ البحر المتوسط، تقف غزة كالأسد المتمرد، يعاني ويصارع ويصمد. تعيش هذه القطعة الأرضية الصغيرة تحت وطأة حصار قاسٍ، حيث يتعرض سكانها لمعاناة لا تُطاق يومًا بعد يوم، فالحياة هناك ليست سهلة، بل هي صراع مستمر بين الحياة والموت، بين الألم والأمل. وفي خضم الحزن، ومن قلب الألم، تنثر غزة أحلامها المتجددة كنجومٍ منيرة في سماء الصمود، ومع ويلات الحرب وأنين الخسارة، تتألق المقاومة هناك كشمسٍ لا تنحني، توقظ أرض الصمود من سباتها، تمحو آثار الدمار بأملٍ عميق يجذب الأنظار ويُلهم القلوب. فالمقاومة في غزة تحمل إرثاً عريقاً من الصمود والعزيمة، ترتقي به حتى تتحدى التحديات بكل جبروت وثبات، لتصوغ قصيدةً جديدةً من المقاومة، تلوح في أفقها شموس الأمل وألحان الثورة، وتعلن للعالم بكل فخر وكبرياء أنها قادرة على الصمود والتحدي، مهما كانت الظروف قاسية والألم عميقًا. تعود جذور المقاومة في غزة إلى عقودٍ مضت، حيث عاشت الأجيال السابقة تحت وطأة الاحتلال والظلم، ومنذ اللحظة الأولى لاحتلال الأرض، عمل الشعب الفلسطيني على المقاومة بكل الوسائل الممكنة، سواء بالسلاح أو بالثقافة أو بالتضحية الشخصية. تحمل المقاومة في غزة رسالة قوية من أجل الحرية والكرامة، وتسعى لتحقيقها بكل الوسائل المتاحة. وليست هذه الرسالة موجهة فقط للمحتلين، بل هي دعوة للعالم أجمع للوقوف إلى جانب الحق والعدالة. يتعقبهم الصهاينة في كل زاوية وراء كل جدار، لكنهم يجدون أمامهم جدران الصمود والإرادة، فالمقاومة في غزة تشكل كابوسًا يرعب دولة الاحتلال، لتثبت أن القوة ليست فقط في السلاح بل في الإرادة والعزيمة. فرغم الأزمات والهدم والدماء، تتجلى المقاومة في قطاع غزة كنجمة ساطعة في سماء الصمود والإرادة. فهي تشكل حلقة الوصل بين الأمل والحقيقة، وبين الصمود والثبات. في كل زمان ومكان، تثبت المقاومة أن القوة ليست فقط في السلاح والقتال، بل في الإرادة الحديدية والصمود الشامخ، وفي القدرة على البقاء والتحدي في وجه كل الصعوبات والظروف القاسية. فمهما حلت الأزمات والكوارث، ومهما ارتفعت جدران الحصار وتصاعدت وتيرة العدوان، فإن المقاومة تبقى مفخرة للأمة وعزيزة على قلوب أبنائها. إنها روح الصمود التي لا تعرف الهزيمة، ونبراس الأمل الذي لا ينطفئ أبدًا. فالحرية لن تأتي إلا بالصمود والتضحية، والعدالة لن تحقق إلا بالإرادة والعزيمة، والمقاومة تنسج خيوط العزة والكرامة بقلم : نادر فتوح الكاتب الصحفي .