يبدو أن شبح "السنة البيضاء" يخيم حول كليات الطب والصيدلة على خلفية انسداد الحوار واحتدام الصراع الدائر في كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان بين الطلبة الذين يقاطعون الدراسة والامتحانات منذ أكثر من 4 أشهر، وبين وزارتي التعليم العالي والصحة. في هذا السياق، دعا عبد اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، طلبة الطب للعودة مجددا إلى المدرجات، قبل نهاية الشهر الجاري، لتفادي سنة بيضاء، واستغلال فرصة الدورة الاستدراكية لضمان النجاح، إذ سيتم تجاوز مشكلة الأصفار. وقال الوزير إن الحكومة "على أتم الاستعداد لإلغاء الإجراءات التأديبية في حق المحرضين على الإضراب، إذا تم استئناف الدراسة". وردا على تدخلات بعض البرلمانيين في لجنة التعليم والثقافة بمجلس المستشارين، بعدما وجهوا اتهامات للحكومة ب"قمع" الطلبة وترسيبهم بسبب منحهم الأصفار وإحالة ملفات بعضهم على القضاء لطردهم، قال ميراوي إن ما تم الترويج له "مجرد مغالطات لن يسمح لها أن تمر"، مبرزا أن "بعض الطلبة يمارسون الترهيب في حق زملائهم لمنعهم من مواصلة الدراسة". وذكر بأن "الحكومة استجابت ل45 نقطة في الملف المطلبي، ورفضت التفاعل مع 5 نقاط فقط، لأنها تمس بالسيادة الوطنية في تكوين الأطباء". هذا، ويطالب طلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة بعدد من المطالب، تتمثل أساسا في دفع الحكومة إلى "التراجع عن تقليص سنوات الدراسة من 7 إلى 6 سنوات، وإعادة هيكلة السلك الثالث، وإعادة النظر في مسألة زيادة أعداد الطلبة الوافدين، في ظل عدم توفر البنية التحتية الكفيلة بضمان التكوين في ظروف جيدة، ورفع تعويضات المتدربين في السنوات الثالثة والرابعة والخامسة". في المقابل، تصر وزارتا التعليم العالي والصحة على أن تقليص سنوات التكوين "قرار سيادي لا رجعة فيه".