تعتري أسواق المواشي في مختلف مناطق المملكة المغربية حالة من الارتفاع القياسي في الأسعار، وذلك في ظل قرب موعد عيد الأضحى المبارك بشهرين. وفقًا لمصادر مهنية، يعود هذا الارتفاع في أسعار الماشية إلى عوامل متعددة، لا سيما تداعيات الأزمة الصحية الناجمة عن جائحة كوفيد-19 وتأثيرات الحرب الروسية على أوكرانيا. بالإضافة إلى ذلك، فإن الجفاف المتواصل على مدار خمس سنوات وآثاره على الاقتصاد الوطني يلعبان دورًا في استمرار هذا الارتفاع القلق في الأسعار. هذا، ويتوقع المهنيون استمرار هذا الاتجاه الارتفاعي في ظل غياب تدخلات حكومية فعّالة. وفي نفس السياق، يُشير الخبراء إلى أن استيراد المواشي من الخارج لن يلطف من حدة الأوضاع، حيث يشهد الطلب المحلي طلبًا مكثفًا على الماشية المحلية خلال فترة العيد. ويُظهر هذا الارتفاع المتوقع في الأسعار احتمالية عدم توفر الكباش بأسعار معقولة، حيث يتوقع البعض أن لا تقل تكلفة شراء كبش بحجم معتدل في الأسواق الأسبوعية عن 3000 درهم. كما تشير التقارير إلى دور الوسطاء والسماسرة في تصاعد هذه المشكلة، مما يزيد من صعوبة الوضع ويؤدي إلى تفاقم معاناة فئات واسعة من المجتمع المغربي، الذين يسعون بكل جدية للاحتفال بعيد الأضحى من خلال شراء الكبش، ولو بالتضحية بجزء كبير من دخلهم أو حتى باللجوء إلى الاستدانة.