يتزايد الطلب على النقد بشكل كبير خلال فترات الأعياد والمناسبات المختلفة، مثل رمضان وموسم العطل الصيفية وعودة المهاجرين المغاربة من الخارج والدخول المدرسي. ويعمد الزبناء خلال هذه الفترات إلى سحب الأوراق النقدية "الكاش" من حساباتهم من أجل تمويل مشترياتهم نقدا، وهو ما يزيد الضغط على الشبابيك، خصوصا في حالة تزامن ذلك مع العطلة وفترة إغلاق البنوك. في هذا السياق، أعرب مجموعة من المواطنين عن مخاوفهم من أن يتسبب عيد الفطر في صدمة "الكاش" لدى زبناء البنوك، وهو الأمر الذي عززه بلاغ صادر عبر المجموعة المهنية لبنوك المغرب، أفاد فيه بتوقف العمل، بشكل استثنائي، الجمعة المقبل في حال صادف العيد يوم غد الأربعاء. وتفاعلا مع هذا الموضوع، أكد سليم شهابي، مستشار مالي وبنكي، أن وضعية السيولة البنكية مقبلة على الأسوأ، بالنظر إلى تعدد المواعيد التي تعرف ضغطا كبيرا على الأوراق النقدية. وأوضح شهابي أن رواج "الكاش" قفز إلى 394.8 مليارات درهم في متم فبراير الماضي، ما يزيد من مخاطر تضخم نقدي بسبب ارتفاع حجم الكتلة النقدية الرائجة بمعدل يتجاوز نمو الناتج الداخلي الخام. وأضاف ذات المتحدث أن البنوك تواجه مأزقا حقيقيا خلال الفترة المقبلة بين الإكراه القانوني الذي يفرض عليها تمكين الزبناء من أموالهم المودعة في حسابات بنكية جارية بشكل فوري وبين كبح نزيف "الكاش" في الشبابيك. وشدد المستشار المالي على أن الأداء بواسطة البطاقات البنكية عبر الشبابيك نفسها ما زال في مستويات ضعيفة، حيث ما زالت تستغل هذه البطاقات من قبل الزبناء في سحب الأوراق النقدية بدرجة أولى. ويأتي هذا في الوقت الذي لم تتمكن فيه البنوك من تقليص عدد الشبابيك الأوتوماتيكية، رغم إغلاق 145 وكالة بنكية خلال السنة الماضية، حيث قفزت إلى 8176 شباكا بنكيا، بزيادة نسبتها 0.2 في المائة، فيما استحوذت مدينة الدارالبيضاء على أكبر نسبة من الشبابيك ب1593 شباكا.