عادت ظاهرة الذبيحة السرية إلى الواجهة، بعد إطلاق عدد من مهنيي اللحوم الحمراء تحذيرا بخصوص هذه اللحوم التي تشكل خطرا على الصحة العامة. وحسب ما أوردته مصادر مهنية، فإن الإقبال المكثف على اللحوم الحمراء في رمضان، والأسعار التي تعرف نوعا من الارتفاع خلال هذه الفترة، عاملان قد يدفعان المستهلك المغربي إلى اللجوء إلى بعض الأسواق الأسبوعية حيث تنتشر اللحوم غير الخاضعة للمراقبة البيطرية. وأوضح هؤلاء أن عددا من المواطنين يتزودون في أسواق الضواحي بكميات من اللحوم الحمراء بأسعار أقل مقارنة مع ما يتم ترويجه وسط المدن، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول مصدر هذه المواد وجودتها ومدى ملاءمتها للشروط الصحية. وتفاعلا مع هذا الموضوع، كشف مصدر من الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز أن "الذبيحة السرية كانت دائما موجودة، لكن المراقبة التي تم تكثيفها هي التي جعلت الحديث عنها يكثر مؤخرا، فبدت وكأنها تتكاثر في الواقع". وأورد ذات المصدر أن "المهنيين أنفسهم يشددون على اقتناء اللحوم من الأماكن المرخصة والمعتمدة والمجازر الموثوقة، أخذا بعين الاعتبار صعوبة تحديد جودة بعض المواد مثل النقانق والكفتة اللتين لا تعرف محتوياتهما الحقيقية بسبب التلاعبات التي تتم فيهما". وتوقف ذات المتحدث عند "الضرر الذي تلحقه لحوم الذبيحة السرية بقطاع اللحوم الحمراء وبصحة المواطنين"، داعيا عموم المستهلكين إلى "اقتناء اللحوم التي تحمل ختما مصادقا عليه من طرف المصالح الطبية البيطرية، والتبليغ بكل من يبيع لحوما مشكوكا فيها، حتى تستطيع الأجهزة المعنية تطبيق القانون". وشدد المتحدث نفسه على أن "ترويج لحوم الذبيحة السرية يعد جريمة يعاقب عليها القانون بالسجن"، داعيا "السلطات والأجهزة المعنية إلى بذل جهود مضاعفة لمحاصرة هذه الظاهرة الخطيرة التي تتفشى خلال شهر رمضان حيث يرتفع الطلب على اللحوم".