توصل أعوان سلطة مؤخرا برسائل مشبوهة، عبارة عن برامج خبيثة تمكن القراصنة من اختراق الهاتف المحمول وتحميل المعطيات الخاصة لصاحبه. وحسب ما أوردته جريدة الصباح في عددها ليوم الأربعاء 13 مارس الجاري، فإن قراصنة ولجوا إلى تطبيقات التواصل الاجتماعي لتصيد "الشيوخ" و"المقدمين"، خاصة عبر تطبيق "واتساب" الذي يستعمل على نطاق واسع بين أعوان السلطة لتداول المعلومات، وهو ما يتيح لبرمجيات القراصنة الولوج إلى الهاتف والتحكم فيه عن بعد، وتحميل كل المعطيات السرية والخاصة لاستعمالها فيما بعد للسطو على حسابات المستهدفين. وأوضحت ذات الجريدة أن الرسائل المشبوهة التي توصل بها الأعوان العنيون تضمنت عبارات التهنئة بقدوم شهر رمضان، وهي الحيلة التي يستغلها القراصنة لحصد أكبر عدد من الضحايا، إذ لا يلقي لها المستعمل بالا، فينقر عليها، وهو ما يتيح لبرمجيات القراصنة الولوج إلى الهاتف والتحكم فيه عن بعد والتجسس على أنشطة صاحبه. وكشف المصدر نفسه أن قراصنة البيانات يعتبرون أعوان السلطة "كنزا ثمينا" للحصول على بيانات دقيقة تعرف رواجا في "السوق السوداء" للمعطيات الشخصية، حيث تقبل عليها بعض الشركات التجارية ومكاتب الدراسات وشبكات الإجرام الإلكتروني. وتتضمن المعلومات التي يسعى القراصنة للحصول عليها من أعوان السلطة أسماء وأرقام هواتف أشخاص وتواريخ ازديادهم وغيرها من المعطيات الشخصية، علما أن البرمجيات الخبيثة تتيح أيضا الولوج إلى باقي تطبيقات الهاتف والشروع في بعث الرسائل نفسها إلى باقي أرقام الهواتف. يذكر أن دراسة حديثة كشفت أن المغاربة يصنفون ضمن قائمة أكثر الشعوب تعرضا للهجمات الإلكترونية التي تستهدف الهواتف الذكية، حيث تعرض ربع المغاربة لهجمات إلكترونية طالت هواتفهم عبر برمجيات خبيثة، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن 22.67 في المائة من مستخدمي الهواتف المحمولة بالمغرب تعرضوا لهجمات اختراق هواتفهم وقرصنة معطياتهم الشخصية بما فيها حساباتهم البنكية.