وقعت أسعار اللحوم الحمراء على ارتفاع جديد قبيل حلول شهر رمضان، منذرة بتكرار سيناريو السنة الفارطة. في هذا السياق، أكد مهنيون أن أسعار اللحوم الحمراء مرشحة لمزيد من الارتفاع خلال الأيام المقبلة، حيث أخذت بالفعل في الارتفاع هذه الأيام. هذا، وقد ناهز ثمن الكيلوغرام الواحد من لحم العجول 80 درهما في بعض أسواق الجملة، عوض متوسط 73 درهما المسجل خلال نفس الفترة من الشهر الماضي، فيما وصل ثمن لحم الغنم إلى 100 درهم بسعر الجملة، وهو ما جعل ثمن البيع بالتقسيط يتراوح بين 90 و100 درهم بالنسبة للحوم العجول وما بين 110 و120 درهما بالنسبة للحم الغنم. وربط مهنيون هذا الارتفاع بالخصاص المسجل منذ أشهر عديدة في القطيع الوطني، والذي سرعان ما تظهر انعكاساته على الأسعار في فترات ذروة الاستهلاك، لا سيما في رمضان وعيد الأضحى وفصل الصيف. وأفاد هؤلاء بأن الأسواق تعيش منذ أشهر على وقع الخصاص في رؤوس الأغنام، والدليل على ذلك هو ضآلة النسبة الموجهة للذبح، وهو الشيء الذي ينعكس سلبا على الأسعار، ذلك أن المستثمرين في القطاع يرفضون توجيه قطيعهم للذبح حفاظا عليه لبيعه في عيد الأضحى. واضطر هذا الأمر، حسب ذات المهنيين، الحكومة إلى العودة إلى البرنامج الوطني المتعلق فقط بإلغاء الضريبة والرسوم الجمركية، وهو ما أعطى أكله على مستوى الأسعار، علما أن جل اللحوم التي يتم بيعها مستوردة من إسبانيا والبرازيل. وتجدر الإشارة إلى أن سلسلة اللحوم الحمراء عرفت خلال السنوات الثلاث الأخيرة تدهورا مقلقا، بفعل توالي سنوات الجفاف وارتفاع أسعار الأعلاف، وهو ما كانت له انعكاسات سلبية سواء على القطيع الوطني الذي تراجع بشكل كبير، مقارنة مع ما كان عليه قبل 10 سنوات، أو على تلبية الطلب الداخلي. ومن أجل تدارك الخصاص الذي تعاني منه الأسواق الوطنية، لجأت الحكومة إلى الاستيراد بشكل كبير، وهو ما تسبب خلال العام الجاري في ارتفاع غير مسبوق لأسعار اللحوم الحمراء التي باتت تحلق فوق 100 درهم للكيلوغرام الواحد.