خصصت وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة 266 مليون درهم لاستبدال الأعمدة الكهربائية المتلاشية بالمغرب، وذلك خلال سنوات 2023 و2024 و2025. وحسب ما أوردته وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة ليلى بنعلي، في ردها على سؤال كتابي للنائب البرلماني حسن أومريبط حول مخاطر الأعمدة الكهربائية الخشبية المتهالكة، فإن الوزارة قامت باستبدال أكثر من 237 ألف عمود كهربائي خشبي ما بين 2010 و2022، بكلفة إجمالية تفوق 427 مليون درهم، من بينها 93 ألف عمود خشبي خلال 3 سنوات الأخيرة. وأضافت بنعلي أنه تم خلال الفترة السالف ذكرها إحصاء الأعمدة الكهربائية المتضررة وصيانة الأعمدة التي تشكل خطرا على الساكنة وتلك التي تضمن استمرار خدمة التزويد بالكهرباء. وموازاة مع ذلك، تم الشروع في عدة مبادرات من أجل تحسين نوعية الأعمدة الخشبية، من خلال تحديث المواصفات التقنية فيما يخص إنتاج الأعمدة الخشبية وتوسيع لائحة المواد المستعملة في الإنتاج، ووضع معايير تقنية صارمة خاصة بالتزود بالأعمدة الخشبية مع مسطرة مراقبتها، حسب الوزيرة. ومن جهة أخرى، أبرزت بنعلي أنه تم الشروع في استعمال صنف جديد من الأعمدة الفولاذية، ودراسة استعمال أبراج معدنية من فئة الضغط المنخفض، وأصناف أخرى كحلول إضافية جديدة للمناطق ذات المسالك الصعبة. وبخصوص أسباب تلاشي الأعمدة الكهربائية وسقوطها، ربطت بنعلي هذا الأمر بالظروف الطبيعية المناخية والاستثنائية كالفيضانات وانجراف التربة التي تعرفها بعض المناطق، إضافة إلى هجوم بعض الحشرات والفطريات على الأعمدة، خصوصا بالمناطق الجبلية، مما يؤدي إلى تسوسها وبالتالي تلاشيها وسقوطها. ومن أجل التصدي لهذه المشكلة وإصلاح الوضعية، أوضحت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة أن المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب يعمل بصفة مستمرة على استبدال الأعمدة المتساقطة من خلال تدخل فرقه المتخصصة لإصلاح وتبديل الأعمدة التي تكون في وضعية استعجال، والتي من شأنها أن تشكل خطرا على سلامة الساكنة. وكان النائب البرلماني عن فريق التقدم والاشتراكية، حسن أومريبط، قد نبه في سؤاله الكتابي إلى أن العديد من الأعمدة الكهربائية الخشبية في مجموعة من المناطق بالمغرب تآكلت واهترأت وتشققت، جراء العوامل الطبيعية، كالرياح والأمطار العاصفية وانجراف التربة، مشيرا إلى أن مجموعة أخرى أصبحت مائلة وآيلة للسقوط في أي وقت وحين. وفي سياق متصل، انتقد أومريبط استمرار تماطل المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب في تغيير الأعمدة الخشبية بأخرى إسمنتية أو فولاذية قادرة على مواجهة العوامل المناخية. ونبه النائب البرلماني إلى أن تثبيت هذه الأعمدة الكهربائية بمحاذاة المؤسسات الصحية والتعليمية، ووسط الأسواق الأسبوعية، وعلى جنبات الطرق، وبجوار المنازل، واختراقها للمجالات الغابوية، ينذر بوقوع عواقب وخيمة على مستوى الأرواح، ونفوق الماشية، واندلاع الحرائق.