أكد المشاركون في خلال لقاء علمي نظم اليوم الخميس بالرباط، أن مدير مؤسسة أرشيف المغرب، جامع بيضا، يعتبر قامة علمية في حقل البحث التاريخي بالمملكة. وأبرز المشاركون في هذا اللقاء الذي نظمته الجمعية المغربية للبحث التاريخي بمناسبة صدور الكتاب الجماعي "التاريخ والهوية: الكتابة التاريخية بين الأرشيف والذاكرة وسؤال التعددية: أعمال مهداة إلى جامع بيضا"، المسار الأكاديمي الحافل والمنجز العلمي الغني لهذا المؤرخ. وقالت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، آمنة بوعياش، في كلمة بالمناسبة، إن جامع بيضا يعتبر مؤرخا وباحثا كبيرا في تاريخ المغرب الراهن، مبرزة مساهمته في وحدة حفظ الذاكرة والنهوض بالتاريخ المغربي بالمجلس الوطني لحقوق الإنسان. وأبرزت بوعياش في كلمة تليت نيابة عنها أن إعداد كتاب جماعي مهدى للمحتفى به يعد أفضل تكريم في حقه تقديرا لما راكمه طيلة عقود من الزمن من إنتاجات علمية، معتبرة أن "ترسيخ تقليد ثقافة الاعتراف هو أمر في غاية الرقي، للنهوض بمؤسسات البحث العلمي وإبراز الجهود المبذولة والاحتفاء بالأشخاص قيد حياتهم". من جهتها، قالت رئيسة الجمعية المغربية للبحث التاريخي، لطيفة الكندوز، إن هذا اللقاء يندرج في إطار تكريس ثقافة الاعتراف بالمنجز العلمي والفكري المتميز للمؤرخ جامع بيضا في ميدان البحث العلمي والتأطير والتدريس، منوهة بمساهمتة القيمة داخل الجمعية، سواء باعتباره عضوا فيها أو رئيسا لها. وأضافت الكندوز أن الكتاب الجماعي الذي تم تقديمه اليوم يجمع بين دفتيه عددا كبيرا من المقالات بلغات عديدة في حق المؤرخ جامع بيضا، مبرزة ضرورة "تعريف الأجيال المقبلة بمثل هذه القامات الوازنة في الحقل العلمي بالمغرب". من جانبها، أعربت العميدة بالنيابة لكلية الآداب والعلوم الإنسانية، ليلى منير، عن سعادتها بأن تحتضن رحاب الكلية هذه المناسبة الاحتفائية "تكريما لواحد من أعلام التاريخ المغربي الراهن"، مبرزة أن الكلية أخذت على عاتقها تنظيم لقاءات تحتفي بالمفكرين والأكاديميين، الذين قدموا الكثير للحقل العلمي بالمغرب. من جهته، أعرب مدير مؤسسة أرشيف المغرب عن تأثره وسعادته الكبيرة بهذه المبادرة، معتبرا إياها "لحظة ممتازة في مسيرته المهنية، التي تجاوزت أربعة عقود سواء برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط وبمؤسسة أرشيف المغرب". واعتبر جامع بيضا أن الكتاب الذي يتضمن مساهمات علمية قيمة في ميادين الهوية والتاريخ والأرشيف من حوالي 44 مؤرخا ومؤرخة من قارات مختلفة ولغات مختلفة، لهو "أمر أعتز به، وأعتبره أحسن إهداء يمكن أن يهدى لشخص مقبل على سنه السبعين". ويتضمن كتاب "التاريخ والهوية" الذي يقع في 400 صفحة من القطع المتوسط، وطبع بدعم من المجلس الوطني لحقوق الإنسان ومجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، مساهمات 44 باحثا، وصديقا، وزميلا وطالبا لجامع بيضا من المغرب والخارج. وحسب تقديم الكتاب المعنون ب"في الحاجة إلى ثقافة الاعتراف لتطوير المعرفة"، فإن الأمر يتعلق بمقالات كتبت بثلاث لغات (الفرنسية، والإنجليزية، والإسبانية) غنية بالتعليقات، والصور، والوثائق التاريخية حيث يتفاعل "التاريخ مع الأرشيف والأدب والصحافة والمصادر في صيرورة إنتاج معرفة تضع نصب عينيها الحقيقة التاريخية". وبلغ عدد مقالات هذا العمل 43 نصا، بالإضافة إلى سيرة للأستاذ جامع بيضا أعدتها لطيفة الكندوز، قسمت إلى خمسة محاور هي "الأرشيف ومصادر المؤرخ" و"التاريخ والصحافة"، و"الفترة الاستعمارية بالمغرب وما شهدته من متغيرات ومقاومات" و"الحق والهوية" و"المغرب والآخر".
تابعوا آخر أخبار أكادير 24 على المنصات التالية: WhatsApp - تابعوا أكادير 24WhatsApp Google News - تابعوا أكادير 24Google News