أقدم مزارعون إسبان على مهاجمة شاحنة مغربية محملة بالطماطم بعد اعتراض سبيلها، يوم أمس الخميس، على مستوى الطريق السيار الرابط بين مدينتي إشبيلية وقادش. وحسب ما أوردته مصادر مهنية بقطاع النقل الدولي، فقد قام المزارعون بعرقلة مرور الشاحنة وتفريغ حمولتها على مستوى الطريق السيار، فيما لم يصب سائقها بأي مكروه. وأوضحت ذات المصادر أن المزارعين الإسبان الغاضبين، والذين نظموا في الآونة الأخيرة مظاهرات واحتجاجات عدة في دول أوروبية متفرقة، نددوا بالمنافسة المغربية لمنتوجاتهم وتأثير ذلك على أرباحهم ومداخليهم. وذكرت المصادر نفسها أن الشاحنة التي كانت محملة بالطماطم، انطلقت من المغرب نحو بريطانيا، غير أن مشوارها انتهى في إسبانيا في خضم مظاهرات المزارعين. وأمام هذا الوضع، طالب مهنيو القطاع بتدخل حاسم وفعال للوزارة المعنية ومساءلة السلطات الإسبانية حول مدى نجاعة تدابير الحماية والسلامة التي توفرها لمستعملي الطريق السيار، خاصة بالنسبة لشاحنات النقل الدولي، كما طالبوا بتقديم تعويضات لصاحب الشاحنة المتضرر من هذه الواقعة. وتفاعلا مع هذا الموضوع، وصف الشرقي الهاشمي، الكاتب الجهوي للاتحاد العام لمهنيي النقل، هذا الاعتداء بأنه "أمر مشين للغاية، إذ يعبر عن انحطاط كبير لبعض المهنيين في إسبانيا". وأوضح الهاشمي أن "مهنيي النقل الدولي يشعرون حاليا بتخوف كبير من الذهاب إلى أوروبا، حيث يعتبر الاستهداف بمثابة إشارة واضحة إلى غياب ضمانات أو مؤشرات تؤكد حماية السائق المغربي ومنتوجاته". وأشار ذات إلى أن "مطالب المزارعين الإسبان يجب أن توجه إلى حكومتهم والجهات الفعلية، وليس للشاحنات المغربية"، داعيا المهنيين الإسبان إلى "التحلي بالمسؤولية والأخلاق"، باعتبار أن "شاحناتهم لا تتعرض لمثل هذه الاعتداءات عندما تدخل الأراضي المغربية". وأكد الفاعل النقابي أن "واقعة الهجوم على الشاحنة تتطلب تدخلا عاجل من قبل الوزارة الوصية"، لافتا إلى أن "الاتحاد سيقوم بمراسلة فورية إلى الوزارة من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة".