لم تسلم الشاحنات المغربية من "غضب" المزارعين في فرنسا، إذ صرحت ساندرين روسات، رئيسة نقابة "FDSEA" بمنطقة "دروم"، لوكالة "فرانس برس"، بأن "المتظاهرين أوقفوا شاحنات مغربية وإسبانية وبلغارية في إحدى طرق "موتيليمار"، وقاموا بإفراغ محتوياتها". ويعلن رئيس الوزراء الفرنسي غابريال أتال، الجمعة، إجراءات أولى بمفعول سريع تلبية لمطالب المزارعين الذين يتظاهرون منذ أسبوع، على أن يقرروا في ضوئها ما إذا كانوا سيستمرون في قطع الطرق في شمال البلاد وجنوبها أم لا. وتشكل ظاهرة "استهداف الشاحنات المغربية"، التي في الغالب تحمل صادرات الخضر والفواكه، إحدى مظاهر "الغضب" التي يحملها المزارعون والفلاحون، خاصة في إسبانيا وفرنسا، ضد المنافسة الأجنبية لهم. وتعيش فرنسا على وقع "احتقان كبير"، بعد تصاعد احتجاجات المزارعين التي تطالب بحماية القطاع الزراعي من المنافسة الأجنبية وارتفاع تكاليف الإنتاج؛ وهي المظاهرات التي تمتد في مختلف أنحاء أوروبا. وعبر مهنيون مغاربة في القطاع عن "تنديدهم" بهاته الممارسات التي "لا ترقى إلى خصال المنافسة الشريفة وتتعارض مع المعاملة الحسنة التي تتلقاها شاحنات الاتحاد الأوروبي بالأراضي المغربية"، وفقهم. الشرقي الهاشمي، الكاتب الجهوي للنقل الدولي بجهة سوس-ماسة، قال إن الإضراب، الذي يخوضه المزارعون في فرنسا، "يجب أن يحمل المطالب المشروعة لهم، وليس ممارسات استهداف الشاحنات المغربية، وحتى الأجنبية". وأضاف الهاشمي، ضمن تصريح لهسبريس، أن المزارعين في أوروبا يجب أن يحملوا خصال المنافسة الشريفة، ويلتزموا بقواعدها التي تندد بوجود استهداف مادي وحتى معنوي للمنتوجات الأجنبية. وسجل المهني بالقطاع المنضوي تحت لواء "الاتحاد العام لمهني النقل" أن أبسط إجراء يمكن أن يقوم به هؤلاء المزارعون هو "إخبار السائقين بالتوقف، عوض الهجوم عليهم وإفراغ محتويات الشاحنات التي يسوقونها". وأشار الهاشمي إلى أن "السائقين الأجانب الذين يأتون إلى المغرب ويشتغلون في قطاع النقل الدولي لا يرون مثل هاته الممارسات المشينة، والتي لا تعبر عن أي منطق احتجاجي؛ بل فقط عن العنصرية والأنانية". وشدد المتحدث ذاته على أن قواعد الإضراب الشريفة لا تنادي بمثل هاته الممارسات؛ بل تحافظ على أخلاقياتها، وتمنع منطق العنف والاستهداف، مبينا أن المهنيين المغاربة لا يمكن أن ترى منهم مثل هاته الممارسات. من جانبه، قال رياض أوحتيتا، خبير فلاحي، إن استهداف الشاحنات المغربية في المظاهرات الفرنسية يأتي من خلال "عقيدة قديمة لدى المزارعين في أوروبا عموما بأن المغرب منافس يهدد منتوجاتهم". وأضاف أوحتيتا أن استمرار هذا الغضب لدى المزارعين يستدعي وجود ردود قوية من طرف وزارة الفلاحة المغربية؛ حتى يتم حماية السائقين المهنيين، وأيضا الصادرات التي غالبيتها من الفواكه والخضر. وأورد الخبير الفلاحي أن "الجودة التي تحملها الصادرات الفلاحية المغربية تدفع إلى بعض الممارسات كتلك التي شهدناها في مظاهرات فرنسا"، موضحا أن "هذا الأمر موجود سابقا؛ فمثلا في الخزيرات يتم تأخير مرور الشاحنات المغربية خلال موسم الطماطم". ولفت المتحدث عينه إلى أن استمرار العقلية الاستعمارية لدى بعض المزارعين في أوروبا تعطينا مثل هاته الممارسات التي تهدد سلامة السائقين المغاربة، مشددا على أن "هذا الأمر يستدعي تدخلا من الوزارة الوصية، حتى يكون الرد قويا".