نجا مجموعة من التلاميذ من موت محقق إثر إصابتهم باختناق جماعي، خلال متابعتهم إحدى الحصص الدراسية بمؤسسة المحاميد 9 الابتدائية بمراكش، يوم أمس الإثنين 5 فبراير الجاري. وحسب ما أوردته مصادر إعلامية، فإن التلاميذ كانوا منتبهين للدرس قبل أن تبدو علامات الاختناقات على تسعة منهم، وهو ما اضطر أساتذة لإخراجهم من الفصل إلى ساحة المؤسسة. هذا، وقدمت للتلاميذ التسعة المعنيين الإسعافات الأولية، قبل التحاق أولياء أمورهم، وسط حالة من الاحتقان والاستياء الشديدين. ووفقا لما أكده مصدر من جمعية آباء وأولياء تلاميذ المؤسسة، فإن حالة الاختناق التي تعرض لها المعنيون كانت ناجمة عن كثافة الانبعاثات والدخان الناتج عن أنشطة صناعية بالقرب من المدرسة التي يتابعون فيها دراستهم. ورجح ذات المصدر أن يكون سبب الاختناقات مرتبطا بتسرب دخان احتراق الصباغة "الطولي" إلى القسم عبر النوافذ المطلة على الورشات الصناعية، متسائلا عن أسباب السكوت عن هذه التجاوزات المضرة بصحة التلاميذ. ومن جهتهم، سجل بعض أولياء أمور تلاميذ المدرسة الابتدائية المحاميد 9، أنهم سبق وتقدموا بشكايات ضد انتشار ورشات صناعية عشوائية في زقاق ضيق مجاور للمؤسسة التي يدرس بها أبناؤهم، والتي تنبعث منها روائح كريهة ودخان على طول ساعات التدريس. وأفاد هؤلاء بأن جمعية الآباء بدورها أن رفعت شكايات بهذا الشأن للجهات الوصية، غير أنه لم يتم التعامل معها بالجدية المطلوبة، ليبقى الحال على ما هو عليه إلى حدود اليوم. وأمام هذا الوضع، طالب الآباء وأولياء أمور تلاميذ مؤسسة المحاميد 9 الابتدائية الجهات الوصية بالتدخل لحماية أبنائهم من أضرار الانبعاثات الصناعية وروائح المواد الكيميائية المستعملة من طرف الصناع والحرفيين العاملين بجوار المؤسسة المذكورة.