أعرب مجموعة من المواطنين بجهة سوس ماسة عن ارتياحهم جراء التراجع الذي شهدته أسعار الخضر في الآونة الأخيرة، بعدما قفزت بشكل صاروخي وغير مألوف طيلة السنة الماضية. وتشير المعطيات المستقاة من مهنيين ومن باعة بالتقسيط والجملة إلى أن الانخفاض يعد "شاملا هذه المرة"، ولو بوتيرة متباينة حسب الأسواق وسلسلة الإنتاج. وتفاعلا مع هذا الموضوع، كشف مصدر مسؤول في أكبر سوق للجملة في المغرب، الواقع بمدينة إنزكان، أن "الأسعار سجلت هذه الأيام انخفاضا لافتا وحقيقيا، بحيث قام المزارعون ببيع الطماطم بنحو 0.83 درهما كحد أدنى، ودرهمين كحد أقصى". وفيما يخص البطاطس، فقد تراوحت أسعارها، حسب ذات المصدر، بين 1.43 درهما ودرهمين و86 سنتيما، مضيفا أن "البصل الأخضر بدأت أثمنته لدى المزارع بنحو 1.50 ووصلت إلى 1.80 درهما كحد أقصى". وأبرز المتحدث نفسه أن "الأثمان تحدد عادة حسب الجودة، غير أنها تعرف أيضا تغيرا حسب سلسلة الإنتاج قبل أن تصل إلى المستهلك النهائي، غير أنها ستكون خلال هذه الفترة في متناول الجميع". وشدد ذات المصدر على أن "الأسعار تعرف انخفاضا على الصعيد الوطني، ذلك أن انخفاضها بإنزكان، الذي يعد مزودا أساسيا للأسواق المغربية، يعد مؤشر على تراجعها بباقي جهات المملكة، وهو ما تؤكده المؤشرات الإيجابية الموجودة في الأسواق". ومن جهته، أفاد الخبير الفلاحي رياض أوحتيتا، بأن "أسعار الخضر والفواكه تسجل بالفعل انخفاضا ملحوظا على مستوى التراب الوطني"، مشيرا إلى أن "الأسباب الحقيقية التي تقف وراء ذلك تتعلق بتسويق الكميات التي كانت موجهة للتصدير داخل السوق الوطنية، وذلك على خلفية قرار رفع موريتانيا الرسوم الجمركية إلى 100 في المائة على الشاحنات المغربية". وأوضح أوحتيتا أن "هناك أسباب لا تقل أهمية عن وقف التصدير، ومنها العوامل المناخية"، لافتا إلى أن انخفاض الأسعار عادة ما يتم خلال هذه الفترة من السنة، بسبب تراجع موجة الصقيع (الجريحة) وارتفاع درجة الحرارة، وهو ما يساعد على نضج المزروعات.