هكذا كان ردّ مدرب المنتخب الوطني وليد الرگراگي على سؤال صحفي حاول إلصاق صفة ممثل العرب لفريقنا الوطني.. وأعتقد جازماً أنّ هذا الجواب فيه الكثير من الإحترام والتقدير لتظاهرة " الكان" كفعالية رياضية قاريّة بالأساس ببعدها الإفريقي واسلوبها التنافسي بين مختلف الأجناس والإثنيات والثقافات في أفق تتويج بلد واحد باسم كأس إفريقيا.. هذه القارة التي لا يشكل فيها اللسان العربي الا نسبة ضئيلة جدّاً مقارنة مع هذا التنوع اللسني الإفريقي.. فجواب مدربنا الوطني منسجم مع السياق العام الذي طرح فيه..ولا يحتمل أيّ تأويل يخرجه عن الهدف من هذه المنافسة كمنتخب يطمح بالتتويج القارى باسم المغرب والمغاربة لاغير.. بل وجواب مدرّبنا الوطني أيضاً.. لم يكن إلاّ ترجمة حقيقية لقناعة مؤمنة أشدّ الإيمان بأننا لا نمثل إلا أنفسنا داخل قارتنا.. وفي العالم..نفتخر بإنجازاتنا بالكثير من التواضع.. ولا نبكي أمام إخفاقاتنا بل نتجاوزها بالكثير من الصبر والصمت.. لسنا فخر العرب أو ممثلاً له.. فنحن مغاربة قد يتقاطع جزء منّا مع هذه الهوية المشرقية دون الذوبان.. وقد نكون دولة متوسطية مع الغرب.. ونحلم في تأسيس واجهة أطلسية مع قوميّات وشعوب وأمم على ضفتي إفريقيا وأمريكا اللاتينية.. نحن هنا.. وهذا قدر جغرافيتنا وذاك موقف دبلوماسيتنا مع الجميع دون أن ننسلخ من هوية تمغربيت… ولعل ما يصلنا من أصداء إيجابية لجمهورنا المغربي هناك وتفاعل ساكنة البلد المضيف مع كل ماهو مغربي يعطي الدليل على أننا لا نمثل الا أنفسنا داخل العالم بثقافتنا المتنوعة. َبطيبوبة معاشرتنا.. والتربية على قبول الآخر واحترامه وتقديره دون استعلاء او تكبر.. هي مايبقى حين تنتهي هذه الدورة الرياضية بساحل العاج.. لقد مرّ المغاربة هنا بصفتهم حاملوا المسك وسط الشعوب وبريحتهم الطيّبة مقابل نافخي الكير في إعلام الكبرانات الذي خصص حلقة خاصة عن هذا التصريح والتشهير بخروجنا عن ملّة العرب وصولا إلى الصهاينة وغيرها من النعوت الغبية.. وقد تناسوا أن أحدهم مستعد أن يشجع العدم ضد المغرب..أين كان العرب للدفاع عنّا وقتها بل أخرجوا كل مفردات الاستعلاء والتكبر على جارتهم موريتانيا دون أن يتذكروا الحس القومي العربي لحظتها.. ويطلبون اليوم من وليد الرگراگي أن يكون عربيا أوّلاً.. ثمّ أليست هناك بطولة عربية.. بكأس عربي..؟!! نحن مغاربة.. وذاك منتخبنا.. وتلك إنجازاتنا.. دون مساهمة أومنّة من أحد.. ومستعدّون لتقاسم أفراحنا مع كل من يحترم هويتنا المغربية المتنوعة في الواحد.. والموحّدة في تعدادها.. أمّا المواقف فلها ميادينها ورجالاتها.. ولا يمكن لأحد أن يشجع منتخب فلسطين ضد منتخب بلاده من زواية التعاطف القومجي.. أمّا طرح مسألة التطبيع في مقابلة المغرب مع جنوب أفريقيا فالأمر يحتاج إلى كشف طبّي للصحة العقلية لصاحبه.. خاتماً القول بأنّه امتياز أن تكون مغربيّاً اليوم ودولة بكاملها تحتفل بكل ماهو مغربي أصيل ومتنوع واستثنائي يوسف غريب كاتب /صحافي