شهدت أسعار سمك السردين ارتفاعا ملحوظا في الآونة الأخيرة في معظم مناطق المملكة، وهو ما أثار تساؤلات العديد من المواطنين حول أسباب هذا الوضع. وتجاوزت الأسعار في بعض المناطق حاجز 15 درهما للكيلوغرام الواحد من السردين، وهو ما خلف استياء العديد من الأسر البسيطة التي تقبل على شراء هذا المنتوج البحري، في ظل ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء. في هذا السياق، كشف بعض الفاعلين في مجال الصيد البحري أن قلة المعروض من السردين بالأسواق الوطنية هو السبب وراء ارتفاع الأسعار، وذلك نتيجة للراحة البيولوجية التي يخضع لها اصطياد هذا النوع من السمك بسواحل المملكة بقرار صادر عن الوزارة الوصية. وأكد هؤلاء أن فترة الراحة البيولوجية تتراوح ما بين شهر واحد وشهر ونصف، ومن المنتظر أن تمتد إلى غاية منتصف شهر فبراير المقبل ببعض المناطق، لافتين إلى أن جميع السواحل مشمولة بهذا القرار. وتفاعلا مع هذا الموضوع، أوضح فؤاد بودينة، الكاتب الوطني للرابطة الوطنية للصيد البحري، أن "سيدي إيفني وطانطان والصويرة والجديدة هي من أبرز المراكز المزودة للأسواق بمنتوج السردين"، مبرزا أن "التزام عدد من هذه الموانئ بفترة الراحة البيولوجية في اصطياد هذه المنتوجات أثر بشكل فعلي على أسعارها بالأسواق". وتوقف ذات المتحدث عند عوامل أخرى تقف وراء ارتفاع أسعار السردين، حيث أوضح أن "أثمنة هذا المنتوج بميناء المهدية تتراوح في الوقت الحالي ما بين 170 درهما و300 درهم للصندوق الواحد، قبل أن تنضاف إليها بعد ذلك المصاريف المتعلقة بالنقل والتبريد"، مسجلا أن "المنتوج يمر من بين أيدي حوالي 3 وسطاء قبل وصوله إلى المستهلك النهائي".