في أطار تنفيذ برنامجها السنوي، نظمت الكتابة الإقيلمية لحزب العدالة والتنمية اليوم السبت 23 دجنبر 2023، بالغرفة الفلاحية سوس ماسة أكادير، صالونا سياسيا حول موضوع: "التحديات السياسية والإجتماعية والتنموية في ظل حكومة الكفاءات". وناقش هذا الصالون الذي أطره كل من، الدكتور عبد الصمد بلكبير، مفكر ومحلل سياسي، والأستاذة نعيمة الفتحاوي، برلمانية عن حزب العدالة والتنمية. والأستاذ سعودي العمالكي، صحفي مهني وعضو مجلس الرئاسة لحزب التقدم والإشتراكية. (ناقش) مختلف القضايا السياسية على مستويين، تلك التي تهم البلد والتي تهم الرأي العام، والتي من شأنها مسايرة الطموح التنموي والإسهام في الإقلاع الإقتصادي. في هذا السياق، تطرقت نعيمة الفتحاوي في كلمتها إلى زلات الحكومة الحالية، إذ ناقشت الإحتجاجات الحاصلة بسبب الإرتفاع المستمر للمحروقات في ظل غياب تبرير واضح للحكومة، و كذا ارتفاع أثمنة المواد الغذائية نتيجة ما أسمته بفشل المخطط الأخضر. هذا إلى جانب إضرابات مختلف القطاعات، خصوصا قطاع التعليم، والتصعيد المستمر من طرف الأساتذة المضربين الذي تتعامل معه الحكومة بارتباك واضح. وأضافت برلمانية العدالة والتنمية أن هذا الإرتباك يمتد ليشمل الجانب التشريعي أيضا، و كذا في التحضير للمناسبات كعيد الأضحى بتوفير الأضاحي أو الدخول المدرسي وغيره. إلى جانب ذلك، تحدثت الفتحاوي عن إرساء الرقمنة وتبسيط المساطر وهو ما لا يراه المواطن حاليا وذلك للتعقيد الحاصل في الإجراءات. هذا، ووصفت المتحدثة نفسها ما حدث عند المصادقة على قانون المالية باللامسؤول، حيث أدلى 87 شخصا بصوته من أصل أكثر من 200 شخص، معتبرة أنه "من الإستهتار التعامل مع المشروع المالي للبلد بهذه الطريقة". من جهة أخرى، قالت الفتحاوى بأن المشاريع المتوفرة حاليا، ماهي إلا بقايا الحكومات السابقة، وغير الأوراش الملكية فالحصيلة ضعيفة. وهذا ما أكده الأستاذ سعودي العمالكي، حين قال، بأن الحكومة الحالية تركب على المشاريع الملكية، معتبرة إياها منجزات حكومية، كما وصف هذه الحكومة، بأسوأ حكومة عرفها التاريخ الحديث. كيف لا وقد تشكلت بأصوات زائفة للإطاحة بالحكومة ذات الأغلبية بما يقدر بمليون بطاقة مزورة. وأضاف عضو مجلس الرئاسة لحزب التقدم والإشتراكية في مداخلته، أن النجاح الذي عرفه المغرب مؤخرا على الصعيدين الديبلوماسي والإقتصادي، لم يواكبه التطور على المستوى الإجتماعي كالصحة والمعيشة والشغل، مبرزا أن هذا ما ينقض نوم الشعب بالرغم من المبررات الملكية. وأكد العمالكي بأن، ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل صاروخي، أبان عن فشل المخطط الأخضر موازاة مع استفحال تنامي البطالة إلى درجات غير مقبولة، بسبب السياسة التفقيرية التي تنهجها الحكومة منذ توليها. هذا إلى جانب تعنتها وتملصها من حل المشاكل، وعجزها عن التواصل مع المواطنين عبر وسائل الإعلام الرسمية للتبرير، بل إن خرجاتها قدحية وخادشة للساكنة ومخيبة لآمال وانتظارات المواطن. من جانب آخر أكد العمالكي غياب الوازع السياسي والديموقراطي نظرا لتركيبة الحكومة التكنوقراطية. كما تحدث عن التخلي الممنهج عن تنزيل مخرجات النموذج التنموي الجديد، بعد اتفاق عمومي عليه مما يدل على ما وصفه ب"الإستهتار"، إضافة إلى تعثر عدد من البرامج التكميلية، وسحب مشاريع أخرى. وختم العمالكي كلامه بالتاكيد على ان ما قيل ليس لغرض التشفي وإبراز المساوئ، بل لممارسة معارضة بناءة ومسؤولة يأمل خلالها أن تستحضر الحكومة مآسي وويلات الشعب، التي جاءت نتيجة الفشل في تحقيق العدالة الإجتماعية خصوصا للطبقة المسحوقة. ولقد تم النقاش خلال هذا الصالون السياسي، وفق وجهات نظر فاعلين حزبيين وسياسيين و باحثين، أمام جمهور مهتم بالشأن العام للبلاد، وجمهور المجتمع المدني وعموم المواطنين. ذلك بغية بناء قوة اقتراحية تساهم في تجويد العمل السياسي والارتقاء بالفعل الحزبي في البلاد.