في خطوة مفاجئة، دعت الجامعة الحرة للتعليم، المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، منخرطيها وجميع الفاعلين في الحقل التربوي، إلى "رفع كل الأشكال النضالية والعودة لاستئناف العمل". وفي بلاغ رسمي لها، أفادت النقابة بأنها اختارت التهدئة كعربون "حسن نية ولإتاحة الفرصة لمباشرة التفاوض الجاد بإشراف رئيس الحكومة"، وذلك "في إطار تقاسم المسؤولية الوطنية تجاه الوضعية الراهنة التي تعيش على وقع تواصل الاحتجاجات". واعتبرت ذات النقابة التي يرأسها يوسف علاكوش أن التدخل المباشر لرئيس الحكومة والتزامه الصريح بإيجاد حلول ترضي الجميع من خلال الحوار المباشر مع النقابات التعليمية يستوجب اتخاذ مثل هذا الموقف. وحسب ما تداولته مصادر نقابية، فإن مجموعة من المكاتب الإقليمية للنقابة المذكورة أعلنت العصيان على هذا القرار، مشددة على "عدم تعليق أي شكل نضالي قبل الاستجابة لمطالب رجال ونساء التعليم، وفي مقدمتها السحب الفوري للنظام الأساسي الجديد دون شرط أو قيد". المصادر ذاتها تحدثت عما أسمته انقسامات في صفوف النقابات التعليمية، ما بين داعية إلى العودة للأقسام استجابة لمطالب الحكومة، وأخرى متشبثة ب"النضال" والاستمرار في الإضراب إلى حين تحقيق مطالب الشغيلة التعليمية. وتجدر الإشارة إلى أن بلاغ الجامعة الحرة للتعليم التابعة لحزب الاستقلال، جر عليها وابلا من الانتقادات من طرف الشغيلة التعليمة التي رفضت الانصياع لقرار وقف الإضراب. ويشار أيضا إلى أن العاصمة الرباط شهدت، يوم الثلاثاء الماضي، ما وصفه متتبعون بأنه "طوفان أبيض" للأساتذة الذين حجوا من مختلف مناطق المملكة للمطالبة بإسقاط النظام الأساسي الجديد لموظفي وزارة التربية الوطنية، تزامنا مع استمرارهم في إضراب وطني يمتد لسبعة أيام. ورفع الأساتذة أمام مبنى البرلمان شعارات غاضبة تندد بما أسموه "نظام المآسي"، فيما طالبوا الوزارة بسحبه وإعادة النظر في مقتضياته بما ينصف جميع فئات الشغيلة التعليمية بالمغرب، ويرتقي بأوضاعها المادية والاجتماعية.