انقسمت النقابات التعليمية ما بين داعية إلى العودة للأقسام، ومتشبثة ب"النضال" والاستمرار في الإضراب؛ ناهيك عن انقسام وسط المنتمين إلى أحدى النقابات ما بين مؤيد للقيادات ومطالبها ورافض لها. ودعت الجامعة الحرة للتعليم، المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، المنخرطين فيها إلى العودة للأقسام ووقف الإضرابات، وهي واحدة من نقابات التنسيق الرباعي المشارك في الحوار القطاعي، وهو موقف لا تتوافق عليه مختلف نقابات هذا التنسيق. وقال يوسف علاكوش، الكاتب العام للجامعة الحرة للتعليم، في توجيه لأعضاء نقابته: "في إطار تقاسم المسؤولية الوطنية تجاه الوضعية الراهنة للمدرسة العمومية التي تعيش على وقع تواصل الاحتجاجات، والتي تبقى غايتها المثلى فتح قنوات الحوار البناء، نظرا للتدخل المباشر للسيد رئيس الحكومة والتزامه الصريح بإيجاد حلول ترضي الجميع من خلال الحوار المباشر مع النقابات التعليمية، فإننا نهيب بجميع مناضلات ومناضلي الجامعة الحرة للتعليم رفع كل الأشكال النضالية والعودة لاستئناف العمل كبادرة حسن نية وإتاحة الفرصة لمباشرة التفاوض الجاد بإشراف من السيد رئيس الحكومة". وعلى صعيد آخر قال يونس فراشين، الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم (الكونفدرالية الديمقراطية للشغل)، إن نقابته، وهي عضو في التنسيق النقابي، ستستمر في "برنامجها النضالي". وقال فراشين ضمن تصريح لهسبريس: "لنا برنامج نضالي سنستمر فيه"، معلقا على دعوة النقابة الصديقة: "لنا تقديرات أخرى. سنستمر في النضال إلى حين اتضاح جدية الحكومة في الاستجابة للمطالب. ولكل نقابة تقديراتها، إلا أنه سيظل هناك عمل مشترك مع النقابات الأخرى بشأن الخطوات المرتقبة". وجلب تعميم النقابة التابعة لحزب الاستقلال انتقادات من قبل عدد من الأساتذة، بما يشمل منضويين تحت لوائها، ووصفه أحد المعلقين بكونه: "بمثابة الأمر اليومي"، موردا ضمن "تدوينة" على "فيسبوك": "التعميم الذي أصدرته الجامعة الحرة للتعليم لمناضليها ومناضلاتها يشبه إلى حد كبير الأمر اليومي الذي يوجه إلى القوات المسلحة، وكأن رجال ونساء التعليم المنضوين تحت لواء هذه النقابة جنود أو خدام أعتاب قادتها. تعميم فيه إساءة للنقابة ولمنخرطيها ولتاريخها النضالي الطويل، تعميم متسرع وغير محسوب العواقب سيكون له ما بعده مستقبلا". وكتب معلق آخر: "فروع الجامعة الحرة للتعليم ترفض محاولات النعم ميارة فرض إرادته على نقابة التعليم وعلى كاتبها علاكوش... وتؤكد استمرار انخراطها في كل الأشكال النضالية للشغيلة".