" مانديلا الصغير..المستعمرة الوحيدة بإفريقيا هي بلدة أورانيا". منذ الآن.. أكاد أجزم بأنّ هذه الجملة اللطيفة مرشحة بأن تكون ( جملة سنة 2023).. باعتبارها جملة استثنائية ومكثفة بدلالتها البلاغية والجمالية وسياقها العام في الزمان كما المكان.. ولو كان من حقّي أن أتصرّف لاعتبرتها أقصر رسالة سياسية في العالم وبهذه الصيغة : ( إلى مانديلا الصغير وبعد : المستعمرة الوحيد بأفريقيا هي بلدة أورانيا والسلام التوقيع : جمهور الرجاء البيضاوي العالمي نيابة عن الأمّة المغربية) وهي كذلك.. كرسالة صامتة هادئة وبأحشائها رؤوس نوويّة متعدّدة الجهات والعناوين بدءاً بجعل هذا الحفيد صغيراً وقزماً رغم ضخامة جثته وفتوّة عضلاته فهو ما زال تلميذاً يحتاج إلى تربية وتكوين في المعرفة التاريخية.. ولا بأس في تذكيره كصنّاع التاريخ بأن المسار التحريري لجدّك لم ينته بعد مادام أجزاء من بلدك غير محررة.. وهي الأولى بالنضال والمقاومة وفاءاً لهذا الرأسمال الرمزي الذي يتعرّض اليوم للمتاجرة والتبخيس.. ونحن مستعدّون للوقوف من جديد إلى جانبكم كأحفاد وفاءاً واحتراما للمواقف النبيلة لأجدادنا ودورنا الحضاري في مناصرة الضعفاء والمقهورين.. بنفس القوة والشراسة التي دافعوا بها عن حوزة الوطن وحدوده.. هي نفسها اليوم التي تجعلنا نرفع هذه الرسالة من مدرجات الملعب نيابة عن الأمة المغربية قيادة وشعباً للتأكيد لك وللعالم ان مسألة الصحراء المغربية هي مسألة وجود دولة إسمها المغرب.. هي المعادلة التي تأسست عليها هذه الرسالة الجماهيرية وبذكاء فريد ومتميز من حيث اختيار نفس منصّة الإرسال التي استغلّها الحفيد بالدعوة إلى تحرير الصحراء المغربية. نفسه ملعب كرة القدم ومن مدينة الدارالبيضاء اصل المقاومة المغربية.. ومن جماهير فريق الرجاء ذو الشعبية والإشعاع العالمي.. وباعتماد لغة عالمية وبدون صراخ ولا ضجيج جعلنا العالم اليوم يبحث عن المدينة المحرّمة على السود بجنوب إفريقيا.. كما صغّرنا هذا القزم أمامه وكشفنا انتهازيته وزيف شعاراته الفارغة.. هي رسالة السنة وبهذه الجمالية تؤكد من جديد إلى أن النبوغ المغربي لايقتصر على الأدب فقط كما في كتاب استاذنا الفقيد عبد الله گنون بل يتعدّاه نحو أسلوب تدبير صراعاتنا ومعاركنا كدولة وأمّة مع المحيط والعالم.. وبصيغة مهذّبة ومتخلقة وغير جارحة بل وبمعلومة قد تكون غائبة حتّى عند أغلبية الشعب بجنوب إفريقيا.. بل إن محرك گوگل لم يقف منذ رفع اللافتة للتأكد من صحتها.. دون الحديث عن ترجمتها إلى ألسن ولغات مختلفة.. هي رسالة إلى التجار الذين قاموا بشراء هذا التصريح العدواني بالقول بأننا نميّز بين الميادين.. ونختار اللاعبين بدقة وكفاءة وبروح وطنية نضالية.. و منسوب ثقة عالية.. وحيث أن طبيعة الصراع خلال هذه المدة ذو صبغة رياضية صرفة فقد كان كافيا لبلاغ صغير للجامعة ان يستيقظ في دولة بحجم الجزائر كل هذا الصراخ والعويل والنباح طيلة اسابيع كان كافيا لمعلق رياضي مغربي ومن خلال جمل قصيرة ان يقلب جميع مؤسسات هذه الدولة رأساً على عقب... كما كان لهذه اللافتة ان تجوب العالم من خلال مدرجات ملعب بالبيضاء الشامخة خلال ثوان معدودة طيلة اسبوعين يخال للمرء أن شوارع هذه الجزائر تهيم بكلاب الجنرالات نهارا..وفي الليل تطارد الأشباح في الفيلات الفاخرة، وتنبح بلا سبب، فكل كلب بباب أي جنيرال نبّاح اتجاه الغرب والمغرب.. حتّى أن الوزير الوزير الجزائري في الصناعة الصيدلانية خاطب اول أمس و بلغة تهديدية مسؤولي شركة "تبوك" السعودية " الرائدة في مجال صناعة الأدوية بالقول ( يجب أن تصححوا الخريطة بسرعة أنتم هنا في الجزائر وموقف الجزائر تعرفونه بشأن قضية الصحراء) .. هي الجملة التي تجعلنا نقتنع اليوم بأن العصابة هناك انتقلت الى مرحلة ما قوق الجنون والحمق.. ومع ذلك ندعو السيد الوزير نيابة عن نظامه إلى متابعة صلاة التروايح لرمضان المقبل بمسجد الگرگرات فعل دعوات المصلّين ومن جنسات مسلمة إفريقية قد تكون سببا في تخفيف حدّة هذا الحمق والجنون.. أمّا زرقة محيطنا الأطلسي فقد حرّمت عليكم حتّى مشاهدتها ولو بعث مانديلا من قبره فكيف بأحفاده.. فلتموتوا بحقدكم ياعصابة المجانين يوسف غريب كاتب إعلاميّ