أصدرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تقريرها المفصل حول الأحداث الأخيرة بسيدي إفني، وهذا نصه الكامل: تعيش مدينة سيدي افني منذ أزيد من الشهرين على وقع اعتصامات بمختلف أحياء المدينة للمطالبة بالحق في الشغل الذي يضمن الحياة الكريمة ولم تقم السلطات المحلية بفتح أي حوار مع هؤلاء الشباب طيلة هذه المدة رغم الوقفات المتكررة أمام عمالة الإقليم . وفي يوم الاثنين 29 ابريل 2013 قام مجموعة من الشباب بتنظيم وقفة احتجاجية أمام عمالة الإقليم بعد تدخل القوات العمومية في حق معتصم حي البرابر حيث قامت بنزعه. وفي مساء نفس اليوم اندلعت مناوشات بين الطرفين بشارع الشاطئ تطورت إلى غلق الطريق المؤدية لمدينة كلميم لتبدأ مواجهات دامية صبيحة يوم الثلاثاء 30 ابريل 2013 لم تتوقف إلا بعد الزوال بعد وصول تعزيزات أمنية إلى المدينة قادمة من تيزنيت حيث تم تطويق الجبال المجاورة قبل أن تنسحب إلى مفوضية الشرطة والثكنة العسكرية ليعم الهدوء المدينة. وفي التاسعة من مساء يوم الأربعاء 01 مايو 2013 قامت عناصر من القوات العمومية بتوقيف كريم لمبيدع قرب منزل والديه وهو على دراجته الهوائية ليتم اقتياده إلى مفوضية الشرطة دون إخبار عائلته رغم قدوم والده إلى مفوضية الشرطة للاستفسار عليه فأنكروا وجوده عندهم . و يوم الخميس 02 مايو 2013 و بعد محاولات والده الاتصال به عبر الهاتف النقال تم إخبار هدا الأخير من طرف الشرطة القضائية بتواجد ابنه تحث الحراسة النظرية، لتقديمه أمام محكمة تيزنيت . وقد حاول فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي افني برفقة محمود لمبيدع رؤية المعتقل لكنها لم تتمكن من ذلك. مما سيضطر العائلة إلى الاعتصام أمام مفوضية الشرطة مطالبة بإطلاق سراح ابنها رغم المحاولات التي قامت بها السلطة للحيلولة دون تنفيذ هدا الشكل . و في مساء يوم الخميس 02 ماي 2013 اندلعت مواجهات مفاجئة و عنيفة بالقرب من مفوضية الشرطة بين مجموعة من الشباب و القوات العمومية التي كانت متمركزة بالقرب من مفوضية الشرطة و الثكنات العسكرية المتواجدة بالمدينة لتشمل وسط المدينة وحي البرابر و بولعلام تبادل فيها الطرفين الرشق بالحجارة بشكل كثيف. و قد سجل الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي افني باستغراب تعمد القوات العمومية رشق المنازل بالحجارة وتكسير زجاج السيارات و النوافذ ومنها عدد من منازل مناضلي الجمعية وتسجيل محاولة اقتحام منزل احد المواطنين ببولعلام، كما سجل الفرع تلفظ القوات العمومية بألفاظ نابية ساقطة في حق الساكنة ونعتهم بأبشع النعوت . في المقابل عرف المستشفى الإقليمي بالمدينة توافد العديد من المصابين من القوات العمومية (7 أفراد حسب رواية مسؤولين من المستشفى الإقليمي) في حين لم يتمكن العديد من المصابين في صفوف المتظاهرين من الذهاب إلى المستشفى خوفا من الاعتقال . وقد اعتقل ما لا يقل عن شابين تم اقتيادهم إلى مفوضية الشرطة بعد تعنيفهم أمام أعين الساكنة وأعضاء المكتب المحلي،ورغم حضور أعضاء المكتب المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان لدى مكتب ضابط الشرطة القضائية للاستفسار عن عدد المعتقلين والمصابين في صفوف القوات العمومية وللتنديد بالأعمال التخريبية التي قامت بها هده القوات فان المكتب لم يتمكن من دلك بسبب غياب المسؤول الأمني المعني بهده المعطيات لتبقى هده الاستفسارات بدون جواب. اليوم 03 مايو 2013 تم تقديم كريم لمبيدع وبمؤازرة من محامي الجمعية أمام المحكمة الابتدائية بتيزنيت بتهمة رشق القوات العمومية بالحجارة ليتم متابعته في حالة اعتقال ونقله إلى السجن المدني بتيزنيت لمحاكمته يوم الجمعة 10 مايو 2013 ،وقد لوحظ عليه اثار التعنيف والضرب وظهرت كدمات تحت عينيه واحمرارهما بشكل مثير ولم تعطى له فرصة إجراء الخبرة الطبية للتأكد من التعذيب الذي قد يكون تعرض له على يد القوات العمومية. في المقابل تعيش المدينة مساء اليوم الجمعة3ماي2013 على وقع التطويق الأمني لحي بولعلام حيث تأكد المكتب المحلي من تجول عناصر أمنية بالجبل المحادي للحي المذكور وسط هلع الساكنة ،في جو يندر بتجدد الاشتباكات في أية لحظة بسبب هدا التطويق وتعمد السلطات المحلية التعامل بقساوة أثناء اعتقال أي شخص ودلك بالعمل على توقيع المعني على محاضر جاهزة وبنفس التهم التي تتكرر كلما تعلق الأمر بحراك اجتماعي معين. الجمعية المغربية لحقوق الإنسان سيدي افني :4/05/2013