بقدر ما أن مدينة أكادير قد انخرطت في تعزيز أواصر الصداقة و التعاون بين المغرب و فرنسا من خلال اتفاقات و بروتوكولات يعود عهدها إلى 29 شتنبر 1993 ، بقدر ما أن مدينة الانبعاث استطاعت أن تحتضن يوم الأربعاء 5 اكتوبر 2011 حدثا تاريخيا سينضاف إلى سجل ترسيخ عرى التعاون و تبادل الخبرات، و يرتبط أساسا بتوقيع الاتفاقية الإطار بين الجماعة الحضرية لاكا دير و مدينة نانت الفرنسية و التي سبق للمجلس الجماعي لاكا دير في دورته العادية لشهر يوليوز 2011 أن صادق عليها . اتفاقية إطار من عشر فصول حدد الفصل السادس منها الالتزامات المتبادلة بين الطرفين في حين حظي الفصل الثامن بحظ من التفصيل في تحديد المحاور المتميزة للتعاون المؤسساتي ، ويبقى الفصل التاسع قطب رحى قراءتنا لأهمية و جدوى هذه الاتفاقية و التي نستبين من خلالها أشكال و حيثيات دعم المشاريع الجمعوية . فالاتفاقية في منطوقها الشكلي كما يورد الفصل التاسع انه « من اجل تحسين آلية الإعلام و التواصل باتجاه الجمعيات و غيرها من الفاعلين المحليين في التعاون سيتم إحداث لجنة محلية للقيادة بنانت و أخرى بأكادير يترأسها كل من عمدة نانت و رئيس الجماعة الحضرية لأكادير او ممثليهما ، إطار سيكون من أهدافه تقديم محاور و أنماط التعاون بين الجماعتين و إتاحة تبادل و تعاون في المشاريع و بين الفاعلين الجمعويين و المؤسساتيين و بالخصوص ستتم دعوة الجمعيات المحلية الشريكة لمدة طويلة في هذا التعاون و كذا الجماعات ، الهيئات أو المؤسسات المنخرطة في أعمال تعاون بنفوذ ترابي يشمل المدينتين . و يورد الفصل المذكور أن الجمعيات التي تخرج عن الإطار المحدد من طرف الجماعتين لا يمكنها الحصول على أية مساعدة مالية أو سياسية من مدينتهم الأصلية للقيام بمشاريعها بالمدينة الشريكة . في حين أن المشاريع الجمعوية المسجلة ضمن محاور التبادل و التعاون المنشودة و المحصورة من طرف الجماعتين الشريكتين يمكنها وحدها الاستفادة حسب الحالة من تمويل إحدى الجماعتين أو كلتيهما . و في جميع حالات التمويل العموم فانه يتعين على الجمعيات المعنية إرسال تقارير عن أنشطتها إلى كل من نانت و أكادير و ستقوم نانت بأخبار الجماعة الحضرية لأكادير مسبقا بكل دفعات أو مساعدات لجمعيات نانت قصد تنفيذ مشاريعها بأكادير» . فإذا كان هذا الاتفاق في سريانه الإداري لا يتجاوز الثلاث سنوات ابتداء من تاريخ التوقيع مع إمكانية تجديده لنفس المدة و لمرة واحدة ، فان المبهم يحوم حول طبيعة الجمعيات و معايير اختيارها أو إخبارها بحيثيات طلب الدعم من لدن الجمعيات الفرنسية خاصة بنانت، ذلك أن القصد أن نكون سفراء بنوايا حسنة لمدينتنا و وطننا لدى دولة و مدينة جمعنا و إياهم تاريخ مشترك بماله و ما عليه. لكن نريد من المنبع أن نقطع الطريق عن الشوائب التي قد تعكر صفاء أديم مدينة الانبعاث لدى الأخر و سمو سمعته و جدية مراميه و مساعيه. نريد أن يكون هذا الإطار خريطة طريق تساهم في تنمية مدينتنا و تنضاف إلى سلسلة المشاريع التنموية التي تفتخر بها مدينة أكادير و تستثمر في استقطاب مشاريع جمعوية مختلطة جادة يكون لها انعكاس صحي على ساكنة المدينة . نريدها بنك معطيات يتحقق بشأنها الإجماع في إطار تشاوري تشاركي تحتوي الجاد في البرامج و المشاريع و تبعد عنها التيارات المناوئة و الفاسدة و التي تجعل لسان حالها يعتمد القيل و القال و حفر الخنادق و نفث السموم في الآذان و الأبدان. فالإطار العام عمومي و عام في شكله و لا مجال فيه للإقصاء و مطمحنا أن تحظى فيه جمعية الشؤون الاجتماعية لعمال و موظفي الجماعة الحضرية لأكادير و كذا جمعية متصرفي الجماعة الحضرية لأكادير بالتفاتة باعتبارها من أهل الدار و نجاعة تفعيلها يبدأ من إحساس ذويها أن ظلها وارف و نالهم منها نصيب فيجتهدوا في تفعيلها و يعمموا فائدتها و تكون عبرتها بالخواتم و غدا لناظره قريب .