يعتبر هذا الكتاب بمثابة رحلة تشافي لي قبل أن يكون بحوزتك الآن، حيث من خلاله تم الإفصاح عن أسرار تجربتي الأرضية والأخطاء التي مررت بها وكيف تم التعامل معها، في محاوالات مني لإزالة معظم الأقنعة التي ظننتها يوما ما أنها المنقذ الوحيد في بحور هذه التجربة، لكني اكتشفت بعد ذلك أنها السبب الرئيسي في الغرق أساسا، مما سمح للقطع البازلية بالظهور موضحة الصورة الإجمالية لتجربتي الأرضية مما جعلها تجربة تميل للنعيم) منذ البداية تخبرنا الكاتبة في مؤلفها " لوحة البازل" أنّه عنوان لرحلة التشافي قبل أيّ شيء.. يدفعك الفضول بين ثنايا هذا التقديم لتبحث عن قرائن تحيلك إلى طبيعة المرض والتوصيف الطبي للعلاج والتشافي فتقف عند هذه القطع البازلية التي بدأت تتساقط تباعا مع انطلاق سردية البوح الذاتي حتّى النهاية وتستنتج أن العلاج بالكتابة هو بوح يعزز الشخصية ويحررها من ترسبات الماضي وتخوفات المستقبل وبينهما الحاضر/ الآن والضائع بينهما هكذا تكلمت لنا الكاتبة الشابة جميلة راميزي لتعلن للجميع وبهذا البوح أننا أمام ميلاد كاتبة استثائية حين استطاعت أن تجعل من الكتابة أكثر الأحضان اتّساعاً ذاك الحُضن الدافئ.. ينتشِلك من أحزانِك وألأمك وفى الوقت ذاتِه يشاركك أفراحِك ومسرّاتك، حين تتابع تفاصيل هذه اللوحة البازلية تقتنع من خلال السرد أن الكتابة ليست مُجرد حِبر ينفَذ على ورق وليست حروفا تُكتب بلا هدَف ولا سبَب، بل هي روحِ الكاتبة نفسها على هيئة كلمات مطوية بين ثنايا هذا البياض والصفحات كأي صديق أبدى يُشاركك كل لحظاتِك ويتحدّث معك عن كل تفاصيلَك، صديق لا يَملّ منك ولا تخجَل مِنه، صديق تحكى له عن كلِ ما يدور في عقلِك وعن كل المشاعِر الثائرة بداخلك عن كل ما يُحيرك يؤلمُك ويسعِدك، تحكي له أوجاعِك من أشخاص قدّ ألموك كثيرًا وعن أشخاص قدّ أسعدوك.. هكذا باحت لنا جميلة راميزي كي تتحرر أكثر منّا وتسموا عن كل أحكامنا الجاهزة وتعلن للجميع أن الخوف من ذواتنا أكبر الإعاقات في معرفة ذوات الآخرين.. لتكون الكاتبة بهذا الإصدار/ البوح أجمل مما كانت..