طالبت هيئات المجتمع المدني بإقليم طاطا التابع لجهة سوس ماسة، بوقف الزراعات التي تستنزف الفرشة المائية، وفي مقدمتها زراعة البطيخ الأحمر التي تتطلب كميات كبيرة من المياه. وأعربت 20 جمعية بمنطقة فم الحصن في بلاغ لها عن قلقها تجاه "التدهور الخطير" الذي تعرفه واحات إقليم طاطا بسبب "الجفاف وانتشار الزراعات الدخيلة". وأكدت الجمعيات نفسها أن زراعة "الدلاح" بالمناطق المحيطة بواحات فم الحصن قد تسبب في جفاف بعض سواقيها، كان أولها واحة تغيرت، إلى جانب تسجيل نقص حاد في منسوب المياه بكل من ساقيتي إمي أوكادير وإمي اوتو. وفي سياق متصل، لفتت ذات الجمعيات إلى جفاف أغلبية الآبار التي يستعملها الرحل من أبناء فم الحصن في الشرب وسقي الماشية، منبهة إلى خطورة هذا الوضع. ودعت ذات الهيئات المدنية السلطات الإقليمية إلى إصدار قرار عاملي يمنع زراعة البطيخ الأحمر بالمنطقة، كما طالبت المستثمرين المحليين والأجانب ب"تغليب منطق العقل والمصلحة العامة عوض منطق الجشع والربح السريع على حساب حقوق الأجيال القادمة". أما فيما يخص الحرائق التي عرفتها المنطقة في الآونة الأخيرة، وتحديدا الحريق الذي شب في واحة إمي أوكادير، فقد طالبت الجمعيات الجهات الوصية بتخصيص تعويض مادي للفلاحين المتضريين وجبر الخسائر الناجمة عن الحرائق. وإلى جانب ذلك، طالبت الجمعية الموقعة على البلاغ السلطات المختصة بالعمل على تشييد ممرات ووسائل الإطفاء وسط الواحات لتفادي مثل هذه الكوارث الطبيعية مستقبلا، مع خلق مشاريع حقيقية لتنمية مستدامة بمناطق الواحات. يذكر أن الحريق الذي نشب بواحة إمي أوكادير بطاطا قبل حوالي أسبوعين التهم ما يناهز 25 هكتارا من المساحات المغروسة وما يفوق 20 ألف نخلة متزامنا مع موسم جني التمور. وأعرب عدد من الفلاحين عن تضررهم من الحريق الذي أتى على محاصيلهم الزراعية، آملين في أن يتم تخصيص تعويض مادي لهم عن عن الخسائر التي لحقتهم جراء الحريق.