كشفت مجلة "فورين بوليسي" أن بعض المدن الواقعة في منطقة الشرق الأوسط، ستصبح الحياة فيها مستحيلة مستقبلا بسبب ارتفاع درجات الحرارة بشكل يفوق قدرة البشر على تحمله. وأشارت المجلة إلى أن ارتفاع درجات الحرارة إلى جانب الجفاف والحرائق، كلها عوامل ستضطر الكثيرين للهجرة من مدنهم في المستقبل. وكانت دول عربية عدة قد سجلت في شهر يونيو 2021 درجات حرارة عالية جدا، ومنها الكويت التي سجلت 53.2 درجة مئوية، وعمان والإمارات والسعودية ب 50 درجة، والعراق ب 51.5 . ووفقا لمجلة "فورين بوليسي"، فإن هذه الأرقام مرشحة للارتفاع مستقبلا، ذلك أن درجات الحرارة ترتفع في الشرق الأوسط بمعدل ضعفي المتوسط العالمي، أي أن الوضع سيكون بحلول 2050 أعلى بمقدار 4 درجات مئوية. ونقلت المجلة عن الخبير في مناخ الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط في معهد "ماكس بلانك" الألماني، جوس ليليفيلد، أن درجات حرارة بعض المدن في الشرق الأوسط قد تصل إلى 60 درجة مئوية في المستقبل، وهو ما سيكون خطيرًا. ومن جانبه أكد الفاتح الطاهر، الأستاذ في مجال الهيدرولوجيا والمناخ في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أن درجات الحرارة قد تصل في بعض مدن الخليج تحديدا، ومنها دبي، إلى مستويات "لا تتوافق مع بقاء الإنسان"، نهاية القرن الحالي. وأشار ذات الخبير في حديث لوكالة فرانس برس، حول تقرير عن مضاعفات الاحتباس الحراري، إلى أن المواطنين والمقيمين في دبي، في العادة ينتقلون حين تشتد الحرارة مع الرطوبة العالية إلى أماكن أخرى، في حين يعتمد من يقرر البقاء خلال الصيف على أجهزة التكييف وخدمات التوصيل. هذا، ولفت الخبير نفسه إلى أن الأمر ذاته ينطبق على دولة الكويت، إذ لا يستطيع الأشخاص في بعض مدنها الخروج إلا بعد السادسة مساء مع استخدام سيارات مكيفة للذهاب إلى أمكنة مكيفة. وشدد الطاهر على "استحالة" تجنب آثار التغير المناخي، مذكرا بأن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش سبق أن دق ناقوس الخطر بخصوص تقرير خبراء المناخ في الأممالمتحدة، والذي توقع ارتفاع مستويات الاحترار العالمي.