عاد إلى الجزائر.. من استدعاه.. وكيف استقبل.. وأسئلة أخرى قد تجرنا إلى تفاصيل صغيرة وهامشية.. لأن الأهم هو العودة إلى وزارته.. بالجزائر.. ذاك البلد الوحيد الذي يوفّر قبّعة ( الوزير ) وقبعة رئيس دولة.. لهكذا لا جئيين.. هي صناعة حصرية جزائرية بامتياز .. وإنتاج قطاعي استراتيجي حيوي تابع للوزير عمار بلاني المكلف بالصحراء والمغرب العربي.. وتحت أعين الجنيرالات طبعاً.. وبالرغم من ملايير الدولارات المصروفة على هذه القبعات ولمدة 45 سنة لم تستطع أن تتجاوز حدود بلاد المنشأ – الجزائر.. بما فيها الرئيس نفسه.. فقد ترك قبّعته الرئاسية حين نقلوه إلى إسبانيا قصد العلاج واستقبلوه باسم بن بطوش.. وحين عاد.. أعادوا له قبعته عبر زيارة دولة من طرف شنقريحة وتابعه تبون.. لذلك أعتبر أن اللاجئ السيد البشير كان منسجما مع نفسه.. فخارج الجزائر هم لاجئون لا غير.. وفي الجزائر هم وزراء وسفراء.. ورؤساء ووو بجوازات دبلوماسية جزائرية.. في الجزائر فقط توجد قبعة دولة داخل الدولة نفسها.. في هذا البلد.. يمكن أن تسمع في نشرة الأخبار.. ( استقبل رئيس الدولة الجزائرية السيد الرئيس-اللاجئ قادما إليها من الجزائر نفسها).. لذلك عاد هذا السيد البشير كي يتقمّص من جديد دور الوزير الخاصة بالأراضي المحتلّة بعد أن أخبر العالم قبل أسبوع بحقيقة وهم الدولة الصحراوية.. الموجودة فقط في دواليب قصر المرادية منذ المقبور بوخروبة إلى الآن.. عاد إلى الجزائر وذكّروه.. عفواً أرغموه على أن يتكلم كوزير.. في دولة قائمة الذات.. بانجازاتها الدبلوماسية وتعداد سفرائها عبر أغلبية دول العالم.. أرغموه على أن يهاجم مايراه محتلا لبلده.. متهما إياه بالتضليل وزيف الحقيقة.. لكنه لم ينف على نفسه تصريحات فرنسا.. فرضوا عليه الحديث عن خريطة جامعة الدول العربية.. وعن تلك المسماة سلطانة خيا.. تلك التي حصلت على شقة بإسبانيا تنازلت عليها المخابرات الجزائرية مقابل نضال رفع علم الجبهة فوق سطح منزلها ببوجدور.. هيأوا له كل مراسيم إعادة تدويره كوزير.. كى يتحول المغرب بعدها من بلد الأجداد بفاس إلى البلد المحتل والتوسعي.. ذاك صكّ براءته اليوم.. واللحظة.. وهو يتذكر اختطاف واغتيال خاله السيد الهليل أحمد باري الذي فجر نفس الحقيقة بداية تسعينيات القرن الماضي كما جاء في مصادر صحراوية نفسها.. هو يعرف أن تاريخ هذا النظام العسكرى دمويّ حتى النخاع.. ومساره كله اغتيالات واعتقالات حتى بين أفراد العصابة نفسها.. منذ الانقلاب على بومدين مرورا بالعشرية السوداء.. وضبابية من يقتل من.. وصولا إلى هؤلاء العجزة من الجنيرالات وبهذا التراكم من الحقد والكراهية للمغرب ولمؤسساته السيادية و الرسمية.. هي جوهر الصراع مع هذا النظام.. أمّا أن يعود هذا اللاجئ إلى قبعته ولعبته فالخدث في حدّ ذاته.. لا حدث.. أوان يتراجع عن تصريحاته فلن يغير اي شيء في الخريطة المغربية التي تعزّزت بالنلصق الدعائي لبطولة كأس إفريقيا بالكاميرون 2022.. وجاءت برسم الحدود بين الدول.. وكأنها إجابة متعمدة للوزير عمّار بلاني الوزير المكلف بمصنع القبعات الوزارية بدولة الجنيرالات.. تلك الدولة التي تودع هذه السنة وهي قد وزعت ملايين الدولارات.. فلا أفاذوا بلدهم.. بعودة طوابير الزيت والحليب ولا العرب التفوا إلى عنترياتهم ولا الأفارقة انتبهوا إلى توسلاتهم.. لذلك كان البنك العالمي صادقا حين قال : الزلزال قادم...لإماطة الأذى عن الطريق من أجل جزائر فخامة الشعب يوسف غريب