قبل ساعة من بثّ لقائكم الشهري الغير المباشر طبعاً.. اتّخذنا جميع الإحتياطات الضرورية ضد أي طارئ يقطع عنّا لحظات الفرجة والضحك.. بل هناك من أصدقائي من راهن على نوعيّة التهمة رقم 11.. الموجهة للمغرب وذهبوا بعيداً في تخيّلاتهم.. حدّ أن لا أحد فاز بالرّهان.. ولا أعتقد أنّ هناك من سيفوز بالرهان عالميّاً.. بكل بساطة.. فليس هناك عاقل يتخيّل رئيس دولة عادية بجزيرة الواقواق يمكن أن يتهم دولة أخرى بزعزعة عقيدة ومعنويات الناخب الوطني.. وينشر الإحباط وسط لاعبيه.. لا أحد في الكون يمكن أن يصل إلى هذا المستوى من الحمق والجنون.. فكيف برئيس دولة أخبرنا البارحة أن بلاده هي القوة الضاربة والعالم معترف بها.. وحين سمعنا هذه التهمة راجعنا كل التهم السابقة من إحراق الغابات.. إلى دعم الماك والرشاد ثمّ برنامج بيغاسوس وآخرها قصّة الشاحنتين.. لتصل إلى كرة القدم ولعبة التنافس والتباري بين الأمم كجسر للتواصل والتعارف... وهي أخطر تهمة فيها من الذكاء والخبث ما يجعلنا ننتبه إلى خلفيتها الحقيقية.. ذاك أن جميع التهم السابقة لاحظ جنيرالات الجزائر عدم التفاعل الشعب الجزائري معها بشكل يغدّي الحقد والكراهية اتجاه المغرب وأشقائه المغاربة.. وهل هناك أخطر أن تتهم بلدا بحرق غاباتك دون أن يرافق ذلك مظاهرات واحتجاجات تطالب المجتمع الدولي بفتح تحقيق يترتب عنه قرارات تأديببة.. لاشيء من ذلك.. بالعكس كانت تعليقات أغلبية الإخوةالجزائريين عبر منصّات التواصل الإجتماعي تنسب هذا الفعل الإجرامي إلى شنقريحة وغيره بل تذكرهم بتاريخ العشرية السوداء.. وقس على ذلك كل التهم الأخرى والغياب الكلى للشعب الجزائري في التفاعل معها.. مما يكرّس لا شرعية النظام العسكرى ويؤكد عزلته الجماهيرية والشعبية بشكل مطلق وفاضح.. لذلك خرج تبون في مسلسله الشهري يبحث عن هذه المصداقية وسط الشعب من خلال الفريق الوطني لكرة القدم وناخبه الوطني السيد بلماضي.. محاولا استغلال هذا التعاطف الكبير والاحترام والتقدير لشخصية المدرب وفريقه المتميز باعتباره الوحيد الذي يحقق انتصارات في هذا البلد.. لذلك اختار أن يقحم المغرب ويسوّد صورته لدى الشعب وعشاق الخضر مراهناً على خلق ردّة فعل عدوانية اتجاه المغرب والمغاربة.. هو اختيار خبيث لا شك في ذلك خصوصا اذا أخدنا بعين الاعتبار حلقات النقاش ببعض القنوات تستحضر دائما نظرية المؤامرة قبل المقابلة وبعدها..حتّى أصبح اسم لقجع معروف ومشهور أكثر من الرئيس تبون نفسه.. وليس ببعيد عن ذاك الذي اتهم المغرب بإفساد عشب الملعب.. لكن الذي يتجاهله تبّون هو أن المصداقية والشرعية تأتي عبر صناديق الإقتراع.. وأن العصيان السياسي الذي عرفته الانتخابات المحلية اليوم كما في السابق دليل على أن كرسي الرئاسة بالجزائر ما زال شاغراً.. وبالتدقيق كرسيّ مغتصب من طرف الجنيرالات هناك.. وكل المحاولات الدنيئة لزرع الفتنة بيننا وبين أشقائنا لا تأثير لها وسط الشعب الجزائري بالمرّة.. إن المؤامرة الحقيقية ضد الفريق الوطني الجزائري وناخبه هم أنتم ياسيادة الرئيس المعين.. وهل نسيتم ما تعرض اليه من هجوم عنيف من طرف أجهزتكم الإعلامية لحظة فضحه لمستوى الملاعب بالجزائر العظمى.. لياتي اليوم وتوظفه بل وتستغله كورقة لتحسين صورتك وتقوية شرعيتك.. وأنت بهذا الوضع والحالة.. تكون سببا مباشرا ووحيداً في هروب المستثمرين الأجانب في بلد غير مستقر ومقبل على كل الاحتمالات.. لذلك سأؤكد تفوتكم وسط محيطكم – كما ادّعيْت – لكن في الدناءة والخبث وإثارة الفتن.. بحيث لا يستطيع أي رئيس مغاربي أن يصل قمّة الوقاحة ويدعوا بالخزي والعار وأمام العالم لدولة وشعب وأمة الا رئيس جمهورية العسكر.. هذا تفوق حصري وخاص بكم يتطلّب بلوغه لا ان تكون أميّاً وجاهلاً فحسب.. بل أيضا أن تكون عديم التربية والأخلاق لذلك اختاروك رئيساً بجمهورية العسكر