أثار شريط فيديو، بثته أول أمس الإثنين إحدى المحطات الإسبانية، موجة من الحزن بسيدي إفني على فقدان عدد من شبابها إثر رحلة مميتة بسواحل «لانزاروتي» الإسبانية لعدد من المهاجرين السريين المنحذرين من المنطقة. وقد أثار الشريط جملة من التساؤلات بخصوص حقيقة الحادث، خاصة وأنه قدم رواية مصورة ومخالفة للرواية الرسمية التي قدمتها شرطة خفر السواحل الإسبانية، والتي نفت من خلالها أي علاقة لها بالحادث الذي أودى بحياة عدد من شباب المنطقة، محملة المسؤولية لسائق قارب الهجرة السرية، الذي قالت، حينها، إنه رفض الامتثال لدعوات الشرطة بالوقوف، وأنها لم تعمد مطلقا إلى دهس المهاجرين. ويظهر في الشريط، الذي لا تتجاوز مدته ثلاث دقائق و45 ثانية، أن شرطة السواحل صدمت فعلا قارب المهاجرين السريين، وأنها لم تتخذ الاحتياطات المعمول بها في القوانين الدولية، خاصة وأن البروتوكول المنظم لعمل خفر السواحل ينص صراحة على استعمال الزوارق السريعة في مثل هذه التدخلات الأمنية بعرض البحر، كما يظهر الشريط جلبة على مركب شرطة السواحل، أعقبتها محاولات إنقاذ لعدد من المهاجرين الذين سقطوا في مياه الأطلسي. ومعلوم أن العثور على المهاجرين السريين تم بشاطئ «تيكيز بلانساروتي»، حيث ضبطوا على متن قارب واحد 25 شخصا، ألقي القبض على مجموعة منهم ضمنهم ثلاثة قاصرين، فيما نقل اثنان أصيبا بجروح متفاوتة إلى مستشفى «لانزاروتي»، بينما نقلت حالة واحدة خطيرة عبر الهيليكوبتر إلى مستشفى آخر بمنطقة «لاس بالماس»، وفي الوقت الذي عادت جثة واحدة فقط منهم إلى مدينة سيدي إفني وهي جثة «علي بوليد»، لا يزال مصير بقية الجثث مجهولا لحد الآن منذ حادث الغرق. يذكر أن قوارب الهجرة السرية تنتعش بالمنطقة عند نهاية كل سنة، وذلك بسبب استغلال شبكات التهجير السري لانشغال الإسبانيين بالاحتفالات المواكبة لأعياد الميلاد، وخاصة في ليلة رأس السنة الميلادية، حيث تصل الاحتفالات إلى أوجها بديار المهجر.