انفجر اجتماع مكتب المجلس الجهوي سوس ماسة درعة الذي انعقد زوال يوم أمس الأربعاء، على خلفية الصراعات الانتخابية الحادة التي بدأت إرهاصاتها تلقي بالضلال على كل الاجتماعات والتجمعات والمبادرات. فصول هذا الانفجار مرتبطة بالنقاش الحاد بين ممثلي كل من حزب التجمع الوطني للأحرار، وحزب الاستقلال، بحكم أن رئيس مكتب المجلس ابراهيم حافيدي، سيترشح رسميا بمسقط باسم حزب الحمامة بإقليم شتوكة ايت باها، شأنه في ذلك شأن نائبه الاستقلالي سعيد ضور، نفس الشئ ينطبق على دائرة أولاد تايمة، حيث سيترشح بها كل نائب الرئيس التجمعي محمد بوهدود بودلال بجانب خصمه الشرس الاستقلالي عبد الصمد قيوح. وأكدت مصادر مقربة، انه نظرا للمنافسة الشرسة بين الحزبين في أفق الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، تم حشد كل القوى خصوصا من طرف نواب رئيس الجهة المنتمين لحزب الاستقلال لخلط كل الأوراق وإظهار الرئيس ونوابه المنتمين لحزب الأحرار في موقف حرج أمام الرأي العام، وذلك خلال اجتماع مكتب المجلس المخصص لمدارسة مشروع الميزانية، ودام فيه النقاش أزيد من أربع ساعات متتالية دون جدوى. وأفادت مصادرنا أن مشروع الميزانية يحتوي على فصول وصفت بالفصول المنفوخة والمهمة للغاية ولأول مرة، مؤكدة بأن أثرها سيكون واضحا على المناطق التي ستشملها خصوصا الدوائر الانتخابية المحسوبة على الرئيس ونوابه من الأحرار، وهو ما يفهم منه أنه حملة انتخابية سابقة للأوان، كما ان مشروع الميزانية يتضمن مبالغ ضخمة خصصت للإقامة و التغذية والنقل والإيواء والسفريات ومهرجان تيميتار وهو ما كان محل انتقاد بعض الأعضاء وخلقت نقاشا حدا بين أعضاء المكتب انتهى بالانفجار بعد اتهام أحد نواب الرئيس المنتمي للأحرار أعضاء حزب الاستقلال بعرقلة النقاش خصوصا عندما استفسر عن سر التزام النواب الاستقلاليين الصمت في عهد أخنوش بخصوص مثيل المبالغ الضخمة نفسها يوم كان رئيسا للجهة، وهو ما حدا بأعضاء من حزب الاستقلال إلى الانسحاب من الاجتماع، وبالتالي تأجيل لقاء المكتب للحسم في مشروع الميزانية التي لن تحسم بكل تأكيد في خضم هذه الظروف السياسية الحساسة، تأجيل كان سببا في تأجيل لجنة المالية لاجتماعها، وهو ما يعني بكل بساطة –حسب مصادرنا-، أن الدورة العادية للمجلس التي كان مقررا أن تعقد خلال الشهر الجاري في كف عفريت. يأتي هذا في الوقت الذي يشتد فيه التنافس الحزبي بين الاستقلال و الأحرار بجهة سوس ماسة درعة، وهو التنافس الذي يتخوف من خلاله الاستقلاليون من حصد الأحرار لأكبر عدد من المقاعد التي ستمكنهم من الظفر بمقاعد المكاتب الجماعية والجهة خلال الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، خصوصا وان الأنباء تتحدث عن الرجوع القوي لوزير الفلاحة الحالي عزيز اخنوش للجهة من خلال حسم مسالة ترشحه رسميا ببلدية تزنيت والتي يراهن على حصد مقاعدها حسب حسب مصدر تجمعي مسؤول.