أثار قرار تعليق المغرب علاقاته الدبلوماسية مع ألمانيا تساؤلات عارمة في الأوساط الدبلوماسية العالمية، خاصة في ظل غياب أي توضيح رسمي من المغرب بخصوص هذا الموضوع. في هذا السياق، كشف مسؤول في وزارة الخارجية المغربية لوكالة فرانس برس بأنّ قرار المغرب تعليق علاقاته مع ألمانيا هو بمثابة تنبيه عبرت من خلاله المملكة عن استيائها من الخلاف بين البلدين حول قضايا أساسية عدة. وشدد ذات المسؤول على أن عودة التواصل بين المغرب و السفارة الألمانية وهيئات التعاون الألمانية والمؤسسات السياسية التابعة لها، غير وارد ما لم تقدم ألمانيا أجوبة على العديد من الأسئلة التي تم طرحها. هذا، ويعد ملف الوحدة الترابية للمملكة أحد الملفات البارزة التي حامت حولها الشكوك، خاصة وأن ألمانيا انتقدت قرار الولاياتالمتحدة القاضي بالاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء، فضلا عن مطالبة السفير الألماني في الأممالمتحدة بعقد جلسة مغلقة لبحث النزاع المفتعل حول الصحراء في 22 من شهر دجنبر الماضي، مبديا تعاطفه مع جبهة البوليساريو. وعلاوة على ذلك، أفادت بعض الصحف الخارجية عربيا وأوروبيا بأن السبب وراء قطع المغرب علاقاته مع ألمانيا، هو معارضة هذه الأخيرة المساعي التي تبذلها فرنسا داخل الاتحاد الأوروبي لتشكيل موقف يعترف بمغربية الصحراء، وحث باقي البدان الأوروبية على دعم الوحدة الترابية للمملكة على غرار ما نص عليه القرار الأمريكي. ورجحت وسائل إعلام أخرى أن يكون السبب هو رفع علم جبهة البوليساريو أمام برلمان ولاية "ابريمن" الألمانية تخليدا للذكرى 45 لتأسيس البوليساريو، في ظل صمت المسؤولين، الأمر الذي ينم عن تعاطف خفي مع الجبهة الانفصالية على حساب الوحدة الترابية للمملكة المغربية. ويشار أيضا إلى أن ألمانيا كانت قد استبعدت الرباط من المفاوضات حول مستقبل ليبيا خلال المؤتمر الذي احتضنته برلين في يناير 2020، بالرغم من أن المغرب يعتبر أحد الأطراف الرئيسية التي احتضنت الملف الليبي منذ بداياته، حيث جرى توقيع اتفاق الصخيرات الذي تمخضت عنه حكومة الوفاق الوطني برعاية من منظمة الأممالمتحدة في مدينة الصخيرات المغربية في 17 من شهر دجنبر 2015.