أطلق برنامج السلامة الرقمية "سلامات المغرب" الذي تنفذه المنظمة غير الحكومية "سيكدف"، والتي تتخذ من كندا مقرا لها، حملة إقليمية بعنوان "الإنترنت الآمن حقي"، في إطار التركيز على العنف الذي يمارس عبر شبكة الإنترنت ضد النساء والفتيات والشباب. و تهدف هذه الحملة إلى فضح العنف الرقمي، و التطرق لحقائقه وطرح الحلول المناسبة للقضاء عليه، وهو الذي لن يتحقق حسب منظمي برنامج سلامات إلا بتوفير بيئة تواصل آمنة للفئات المستهدفة. و كشفت معطيات توصل إليها القائمون على حملة "الأنترنت الآمن حقي" عن كون الفتيات والنساء هن الأكثر عرضة للعنف الرقمي، إذ يتعرضن على نحو متزايد للتهديد والهجمات عبر الأنترنت، وذلك نضرا للنقص الشديد في المعرفة، وعدم القدرة على التعامل مع هذا النوع من العنف على نحو صحيح. هذا، وصرح مدير برنامج سلامات المغرب، منير النايلي، بأن "استعمال الأنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي عرف منحى تصاعديا خلال الأشهر الأخيرة نتيجة للظروف التي فرضتها جائحة كوفيد-19 ، الأمر الذي تسبب بدوره في ارتفاع منسوب الجرائم والإختراقات الإلكترونية بمختلف أشكالها"، وأضاف بأن حل هذا الإشكال يستوجب " التوعية والتحسيس بضرورة استخدام ممارسات آمنة و جيدة عبر الإنترنت وحفاظ الأشخاص على معلوماتهم الخاصة " . وأضاف النايلي، بأن فريق برنامج سلامات في المغرب قدم منذ انطلاق البرنامج خدمة الدعم التقني لمعالجة المشاكل المتعلقة بالسلامة الرقمية، مؤكدا أن معظم طلبات الدعم التي توصل بها كانت من نساء شابات تعرضن للعنف عبر الأنترنت أو للتهديد أو محاولات اختراق حساباتهن الشخصية. وتفاعلا مع هذه الحملة، اعتبرت الناشطة الحقوقية خديجة الشرقاوي بأن العنف الممارس ضد المرأة في العالم الافتراضي ما هو إلا تكريس للعنف الذي تعانيه في العالم الواقعي، حيث أضحى استغلال الصور والفيديوهات الشخصية والسب والشتم بسبب الآراء والانتماءات السياسية والتهديد بالعنف المادي أو المعنوي عبر وسائل التواصل الاجتماعي أمرا يهدد أمن المرأة واستقرارها وسلامتها. وأردفت ذات الحقوقية قائلة بأنه "بات من المستعجل ضبط هذه السلوكات من خلال تطوير المنظومة القانونية الخاصة بعقوبات العنف الإلكتروني بما يتماشى مع خصوصية السياق المغربي ومستجدات المشهد الرقمي". يذكر أن حملة "الأنترنت الآمن حقي"، والتي أطلقها برنامج السلامة الرقمية "سلامات المغرب" ، تأتي تزامنا مع الحملة العالمية لمناهضة العنف ضد المرأة، و التي تنطلق في 25 نونبر من كل سنة بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد النساء، وتمتد إلى غاية 10 دجنبر من كل سنة، وهو التاريخ الذي يصادف اليوم العالمي لحقوق الإنسان. سكينة نايت الرايس – أكادير 24