أصبح الشيخ السبعيني أحمد أبودرار بتزنيت أشهر من نار على علم، أشرطته تباع لدى باعة الأقراص المدمجة المسجلة، ويقبل عليها ساكنة المناطق الجبلية بنهم، وتعرض في الأسواق الأسبوعية بإقليم تيزنيت وسيدي إفني. شريط أبودرار ينافس فنانين مشهورين بالمنطقة من حيث عدد المبيعات، فإليه يرجع الفضل في توقيف عصابة البوليس، بعدما تم النصب عليه من قبل هذه الأخيرة، بعدما دخلت محله التجاري فتاة العصابة كريمة، وابتزوه في مبلغ مالي. الشيخ أبودرار كانت له الشجاعة في التبليغ عن العصابة، التي روعت تيزنيت، وقام بتنسيق مع مصالح الدائرة الأمنية بالإيقاع بالعصابة، بعدما أتقن دوره ليوقع بالضابط المزيف متلبسا بقدومه في الموعد لتسلم مبلغ 6 ملايين المتفق عليها. أبودرار تجاوز الخوف " من الشوهة" الذي وقع فيه عديد من الضحايا، وشجع العصابة منذ سنة 2008 على المضي في ابتزاز التجار والمتقاعدين في مبالغ مالية ضخمة تحت ذريعة" التستر عليهم، ودرء الفضيحة" باعتبارهم متزوجين. “شريط أبودرار" الذي لقي رواجا كبيرا، وحقق أرباحا وفيرة يحكي خلاله الحاج بطريقته الخاصة التي لا تخلو من تشويق و طرافة، طريقة النصب عليه، وتفاصيل ليلة مهمومة قضاها ببيته، ثم يمضي لسرد تفاصيل الخطة التي نفذها للإيقاع بالضابط المزيف. يروي " شريط الحاج أبودرار" الذي تداولته مواقع إلكترونية ومختلف مواقع التواصل الاجتماعي، تفاصيل الواقعة بدءا بدخول كريمة إلى محله التجاري، وتجردها من ثيابها لتبقي فقط على الملابس الداخلية، ثم يدخل في تفاصيل ما دار بينه وبين الضابط المزيف ومرافقه اللذين اقتحما محله في صفة رجال أمن بدعوى أنهم ضبطوه متلبسا بممارسة الفساد. قضية أبودرار لم تصل الجبال فقط، بل عرضت داخل القبة الخضراء للبرلمان، بعد طرح سؤال شفوي من طرف فريق العدالة والتنمية، مستغربا متابعة أبودرار بتهمة التحريض على الفساد،و هو الذي تجرأ على التبيلغ بما تعرض له من نصب واحتيال، وفضح الشبكة وكان واجبا حمايته قانونيا. الجمعية المهنية للتجار بتزنيت وصفت أبو درار بالشهم والبطل، وحمل أمام المحكمة على الأكتاف وقبل بالتحيات والشعارات، أثارت فصول تصريحاته يوم المحكمة موجة من الضحك، داخل قاعة غاصة، وحاول رئيس الجلسة أن يوقف هذه الانفلاتات، قبل أن ينفلت منه بدوره لجام الصرامة، فضحك بدوره مسايرا قاعة المحكمة في ضحكها. محل أبودرار أصبح محط إقبال كل من يعرفه أو قرأ عنه، وعند زيارته أول أمس بعد الحكم ببراءته، وإدانة أفراد العصابة، عبر عن انشراحه بالحكم الصادر، وازدادت معنوياته بعدما فضل الفضح عوض " درء الفضيحة" أسوة بعشرات الضحايا.