وصف عبد الجبار القسطلاني، القيادي في حزب العدالة والتنمية، المشهد السياسي المغربي ب”المريض”، مستشهدا بما أفرزته جل المؤتمرات الوطنية للأحزاب السياسية المغربية من تقاطبات وصراعات داخلية تعطي صورة قاتمة عن الديمقراطية الداخلية والتعددية الحزبية بالبلاد. وقال إن غياب استقرار في الأحزاب السياسية وفي المؤسسات المنتخبة لن تحقق معه الأهداف المرجوة من تنزيل ديمقراطي لمضامين الدستور الجديد الذي راهن عليه الشعب المغربي لتحقيق التغيير والإصلاح في إطار الاستقرار. واعتبر المتحدث أثناء مهرجان تواصلي نظمه حزبه بجماعة تيمولاي بإقليم كلميم أن الخطر الذي بات يلوح في الأفق، ويتهدّد الحياة الحزبية، هو شبح الحزب الوحيد، فإذا كان المغرب قد قطع مع ممارسات تسعى إلى الهيمنة على مشهده السياسي من خلال دعم الحزب الوحيد، فإن حالة التدهور التي تعيشها حاليا اغلب الأحزاب وأكثرها صيتا يهدّد بإفراز حزب واحد منظم وقوي وهو حزب العدالة والتنمية، وهو ما لا يفي بغرض التعددية السياسية كأحد مبادئ الدستور الجديد، فلا تزال أحزاب فاعلة منشغلة بذاتها، والحال أن المغرب في حاجة إلى أحزاب قوية في الأغلبية وفي المعارضة من أجل إقرار الإصلاحات المرحلية اللازمة. وأضاف عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية أن التجربة الحكومية الحالية تعمل جاهدة على إرجاع الثقة للمواطن في المؤسسات، وتحقيق مصالحة المغاربة مع السياسة عبر مقاربة تنبني على التواصل الدائم مع المواطنين وخطاب الصراحة والشفافية. ومن المفارقات التي استدل بها المسؤول الحزبي على ضعف الحياة السياسية تصدّر الإعلام للمشهد، وقيامه بدور المعارضة بدل الأحزاب التي لم تستطع أن تتبلور في قطب قوي يحقق التوازن، ويقطع مع هذه الحالة غير الصحية، والتي تقتل الحياة الحزبية. من جانب آخر، نفى القيادي في العدالة والتنمية أن تكون الأمانة العامة لحزبه وافقت على إجراء أي تعديل حكومي، وصرّح بكون الأمانة العامة لم تجتمع إلا بعد صدور الخبر على صفحات الجرائد، وأنها لم تناقش هذه المسألة أصلا، وهاجم القسطلاني ما أسماه الطريقة التي تم تقديم ملاحظات الأمين العام لحزب الاستقلال على الأداء الحكومي، في إشارة إلى ما قام حميد شباط الذي أرسل ما قال عنه مذكرة إلى الصحافة قبل أن تصل إلى رئيس الحكومة، وقال إن عددا من السلوكات التي بدأت تظهر في الساحة تسيء كثيرا إلى المكانة الرمزية لحزب الاستقلال.