نقابة UMT تختم المؤتمر الوطني    وفد برلماني فرنسي يزور العيون    إتحاد تواركة يتخطى حسنية أكادير    حكيمي يهدي هدفين إلى الباريسيين    الأمن يوقف عصابة في الدار البيضاء    قطار يدهس رجل مجهول الهوية بفاس    نائب رئيس الكنيست الإسرائيلي يدعو إلى قتل الفلسطينيين البالغين بغزة    انتخاب محمد انهناه كاتبا لحزب التقدم والاشتراكية بالحسيمة    المؤتمر الاستثنائي "للهيئة المغربية للمقاولات الصغرى" يجدد الثقة في رشيد الورديغي    اختيار المغرب ضيف شرف المعرض الدولي للفلاحة بباريس يعكس جودة التعاون الثنائي (وزيرة الفلاحة الفرنسية)    بدء أشغال المؤتمر السابع للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية بالقاهرة بمشاركة المغرب    صدمة كبرى.. زيدان يعود إلى التدريب ولكن بعيدًا عن ريال مدريد … !    حديقة المغرب الملكية في اليابان: رمز للثقافة والروابط العميقة بين البلدين    ألمانيا.. فوز المحافظين بالانتخابات التشريعية واليمين المتطرف يحقق اختراقا "تاريخيا"    تجار سوق بني مكادة يحتجون بعد حصر خسائرهم إثر الحريق الذي أتى على عشرات المحلات    الملك محمد السادس يهنئ سلطان بروناي دار السلام بمناسبة العيد الوطني لبلاده    نجوم الفن والإعلام يحتفون بالفيلم المغربي 'البطل' في دبي    المغربي أحمد زينون.. "صانع الأمل العربي" في نسختها الخامسة بفضل رسالته الإنسانية المُلهمة    الإمارات تكرم العمل الجمعوي بالمغرب .. وحاكم دبي يشجع "صناعة الأمل"    إسرائيل تنشر فيديو اغتيال نصر الله    الكاتب بوعلام صنصال يبدأ إضرابًا مفتوحا عن الطعام احتجاجًا على سجنه في الجزائر.. ودعوات للإفراج الفوري عنه    مصرع فتاتين وإصابة آخرين أحدهما من الحسيمة في حادثة سير بطنجة    هذه هي تشكيلة الجيش الملكي لمواجهة الرجاء في "الكلاسيكو"    لقاء تواصلي بمدينة تاونات يناقش إكراهات قانون المالية 2025    مودريتش وفينيسيوس يقودان ريال مدريد لإسقاط جيرونا    أمن تمارة يوقف 3 أشخاص متورطين في نشر محتويات عنيفة على الإنترنت    تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس : الجمعية المغربية للصحافة الرياضية تنظم المؤتمر 87 للإتحاد الدولي للصحافة الرياضية    المغرب ضمن الدول الأكثر تصديرا إلى أوكرانيا عبر "جمارك أوديسا"    نقابة تدعو للتحقيق في اختلالات معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة    طنجة تتصدر مقاييس التساقطات المطرية المسلجة خلال يوم واحد.. وهذه توقعات الإثنين    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال 24 ساعة الماضية    رسالة مفتوحة إلى عبد السلام أحيزون    المغرب في الصدارة مغاربيا و ضمن 50 دولة الأكثر تأثيرا في العالم    الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي يُهدد القدرات المعرفية للمستخدمين    جمال بنصديق يحرز لقب "غلوري 98"    تقرير.. أزيد من ثلث المغاربة لايستطيعون تناول السمك بشكل يومي    عودة السمك المغربي تُنهي أزمة سبتة وتُنعش الأسواق    حماس تتهم إسرائيل بالتذرع بمراسم تسليم الأسرى "المهينة" لتعطيل الاتفاق    هل الحداثة ملك لأحد؟    مسؤول أمني بلجيكي: المغرب طور خبرة فريدة ومتميزة في مكافحة الإرهاب    سامية ورضان: حيث يلتقي الجمال بالفكر في عالم الألوان    نزار يعود بأغنية حب جديدة: «نتيا»    نجاح كبير لمهرجان ألوان الشرق في نسخته الاولى بتاوريرت    فقدان الشهية.. اضطراب خطير وتأثيره على الإدراك العاطفي    الصين تطلق قمرا صناعيا جديدا    القوات المسلحة الملكية تساهم في تقييم قدرات الدفاع والأمن بجمهورية إفريقيا الوسطى    القصة الكاملة لخيانة كيليان مبابي لإبراهيم دياز … !    الشاذر سعد سرحان يكتب "دفتر الأسماء" لمشاهير الشعراء بمداد الإباء    المغرب يعود إلى الساعة القانونية    فيروس غامض شبيه ب"كورونا" ينتشر في المغرب ويثير مخاوف المواطنين    في أول ظهور لها بعد سنة من الغياب.. دنيا بطمة تعانق نجلتيها    التخلص من الذباب بالكافيين يجذب اهتمام باحثين يابانيين    رمضان 2025.. كم ساعة سيصوم المغاربة هذا العام؟    على بعد أيام قليلة عن انتهاء الشوط الثاني من الحملة الاستدراكية للتلقيح تراجع نسبي للحصبة وتسجيل 3365 حالة إصابة و 6 وفيات خلال الأسبوع الفارط    اللجنة الملكية للحج تتخذ هذا القرار بخصوص الموسم الجديد    أزيد من 6 ملاين سنتيم.. وزارة الأوقاف تكشف التكلفة الرسمية للحج    الأمير رحيم الحسيني يتولى الإمامة الإسماعيلية الخمسين بعد وفاة والده: ماذا تعرف عن "طائفة الحشاشين" وجذورها؟    التصوف المغربي.. دلالة الرمز والفعل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دين الفطرة : الدين المدموغ في عقل الإنسان، و المسجل في جيناته .
نشر في أكادير 24 يوم 12 - 05 - 2020

تؤكد الأبحاث و الدراسات الاجتماعية الدينية، أن التدين صفة عامة لجميع البشر، قديمهم و حديثهم، و هو ما لخصته موسوعة، لاروس القرن العشرين، بالقول : " إن الغريزة الدينية مشتركة بين كل الأجناس البشرية، حتى أشدها همجية، و أقربها إلى الحياة الحيوانية." ([1]).
و من أحدث هذه الأبحاث و الدراسات العلمية الأكاديمية، في القرن الحالي، دراسة أجرتها جامعة أكسفورد، من خلال مشروع أكاديميي ضخم، ضم 57 باحثا من 20 دولة، و انتهت إلى ما عبر عنه أحد قادة الفريق العلمي لهذا المشروع الدكتور روجر تريغ بالقول: " لقد جمعنا أدلة كثيرة تثبت أن التديّن حقيقة مشتركة في طبيعة الإنسان في المجتمعات المختلفة "([2]).
كما تؤكد الأبحاث و الدراسات، أنه لم توجد قط على مر التاريخ جماعة بدون دين ، بل إنه قد يغيب العمران، و تغيب السياسة و العلوم و الصناعات و الفنون، في فترة من فترات تاريخ الإنسان، و لكن الدين كان دائم الحضور في حياة الجماعات البشرية، كما جاء على لسان المؤرّخ اليوناني بلوتارك :" لو لاحظتم العالم فإنّكم ستجدون أماكن كثيرة لا عمران فيها ولا علم وصناعة وسياسة ودولة ، و لكنّكم لا تجدون موضعاً ليس فيه اللَّه."([3]).و هو ما عبر عنه الفيلسوف الفرنسي هنري برجسون بالقول : " لقد وجدت و توجد جماعات إنسانية، من غير علوم و فنون و فلسفات، و لكن لم توجد قط جماعة من غير ديانة."([4]).
فما سر التلازم بين الإنسان و الدين على مر التاريخ ؟
الدين فطرة
يرجع العديد من الفلاسفة و المفكرين ، ذلكم التلازم المتماهي بين الإنسان و الدين على مر التاريخ، إلى كون التدين من وظائف الإنسان في الحياة،كما قال الفيلسوف الأمريكي وليم جيمس:" حياة الدين ككل هي أهم وظيفة من وظائف الإنسانية."([5]). بشكل يجعل الدين، ضرورة طبيعية بشرية ، كما قال المؤرخ البريطاني، أرنولد توينبي:" الدين إحدى الملكات الضرورية الطبيعية البشرية."([6])، و حاجة إنسانية لا غنى عنها، كما عبر الفيلسوف الألماني إريك فروم بالقول:" لا وجود لإنسان بدون حاجة دينية."([7]). فضلا عن كون معرفة الله تعالى و الإيمان به، غريزة فطرية مغروسة و منطبعة في نفس الإنسان منذ أن خلق، كما عبر عن ذلك الفيلسوف و الرياضي الفرنسي ديكارت، في تأملاته، و هو يتحدث عن فكرة الله، بقوله:" هذه الفكرة وُلدت و وُجدت معي منذ خُلقت… والحقّ أنه لا ينبغي أن نعجب من أن الله حين خلقني غرس فيّ هذه الفكرة…"([8]).
و هو ما يؤكده العديد من الباحثين و العلماء المعاصرين، كالبريطاني جاستون باريت، الباحث في مركز علم الإنسان والعقل في جامعة أوكسفورد، مؤلف كتاب: " مؤمنون بالولادة " ([9]). والذي ضمنه عصارة أبحاث و دراسات امتدت، لما يناهز العقد من الزمن ، انتهت إلى أن :" الأطفال يولدون مؤمنين بالله، ولا يكتسبون الأفكار الدينية عبر التلقي "([10]). و الكندي بروس هود الأستاذ بجامعة برستول البريطانية، القائل في هذا الصدد:" إن الإيمان بالله و غيرها من الاعتقادات … مطبوعة في عقول البشر منذ الولادة ([11]).
وهذا ما يفند أطروحة عالم الاجتماع الفرنسي لوسيان مالصون مؤلف كتاب :"الأطفال المتوحشون"([12])، في نفي الفطرة لدى الجنس البشري، و يدحض مذهب الفيلسوف الإنجليزي جون لوك، في إنكار الأفكار و المعارف الفطرية، من خلال مقولاته المشهورة، من قبيل :"ليست الأفكار الفطرية مطبوعة على العقل بطبيعتها، لأنها ليست معروفة بالنسبة للأطفال و السذج وغيرهم".، و مثيل قوله:" لا يمكن لمعرفة إنسان أن تتجاوز خبراته."، و نظير قوله : "لا يوجد أمر في الذهن، لم يكن موجودا في البداية في الحواس".([13]).
هذه المقولات التي تبناها العلم التجريبي التقليدي، و اتخذها شعارا لقرون، قبل أن يثبت العلم التجريبي الحديث، في ظل الطفرة الجينية و فتوحات الهندسة الوراثية، حقيقة الأفكار الفطرية، المطبوعة في عقل الإنسان، و المسجلة في جيناته منذ الولادة، و على رأسها معرفة الله و الإيمان به.
ففي أعقاب نشر كتاب: " جين الله "([14])، لعالم الوراثة الأمريكي دين هامل، مدير وحدة التنظيم والهيكل الجيني في معهد السرطان القومي الأمريكي- مؤكدا خلاله فرضية كون الإنسان يرث مجموعة من الجينات تجعله مستعدًا لتقبّل الألوهية والدين، و منها جين VMAT2- خصصت مجلة " التايم" «The Time» الأمريكية، حيزا مهما من العدد 25 الصادر في أكتوبر 2004 ، للبحث في الموضوع تحت عنوان: "هل الله في جيناتنا؟"، و نقلت المجلة من خلال تقريرها، آراء العديد من العلماء، تؤكد أن الألوهية شعور يولد مع الإنسان. بحيث يولد الإنسان و يولد معه الشعور بوجود إله، و ليس فقط مجرد الاستعداد لتقبل الألوهية([15]).
وفي هذا تأكيد لنظرية كلود كلننجر، أستاذ علم النفس و الطب النفسي و علم الوراثة بجامعة واشنطن، المعروفة بنظرية "المزاجات و الأخلاق الوراثية"، التي تحدد ميول البشر الإنسانية و الأخلاقية و الروحية، و التي تمثل الأساس النفسي لفطرة التدين و فطرة المنظومة الأخلاقية في الإنسان.([16]).
فصارت الفطرة الدينية حقيقة علمية، تقر بارتباط الإيمان بجينات الإنسان، و شعوره، قبل إحساسه و عقله. و هو ما عبر عنه العالم البريطاني، روبرت ونستون رئيس الاتحاد البريطاني لتقدم العلوم، في كتابه:" الفطرة البشرية"، بالقول: " الحس الديني جزء من بيئتنا النفسية و مسجل في جيناتنا."([17]).
فالعقيدة الدينية، إذن، مسجلة و مغروسة في الإنسان، و بفعل فاعل، هو فاطر هذا الإنسان و خالقه، عز و جلت قدرته. وليست ناشئة ، كما قال ول ديورانت، عن فطرة الإنسان لمجرد ما في الإنسان من تساؤلات لا تنقطع، و خوف و قلق وأمل، و شعور بالعزلة. ([18]).
و هذه الحقائق الفلسفية و الاجتماعية و العلمية، و التي لم تكتمل صورتها إلا في أواخر القرن الماضي و بداية القرن الحالي، ما هي إلا ترجمة لبعض أوجه حقائق نقلية، صدح بها القرآن الكريم، و أكدتها السنة النبوية، منذ القرن السابع الميلادي. كما في قوله تبارك و تعالى في الذكر الحكيم:" فأقم وجهك للدين حنيفا، فطرة الله التي فطر الناس عليها." ([19]). و قول النبي المصطفى صلى الله عليه و سلم، :" ما من مولود إلا يولد على الفطرة …" ([20]).
فالإنسان، المخلوق لعبادة الله و عمارة الأرض، يولد بالضرورة، مفطورا على الإيمان بالله ، و معترفا في قرارة نفسه بربوبية الخالق عز وجل، التي شهد بها على نفسه أمام الله تعالى، في عالم الذرة منذ الأزل، بموجب الميثاق الأعضم ، وفق تعبير بعض فلاسفة و متصوفة الإسلام كالإمام الجنيد رحمه الله تعالى، كما يخبر بذلك القرآن الكريم ، في قوله سبحانه و تعالى في محكم التنزيل:" و إذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم، و أشهدهم على أنفسهم ألست بربكم، قالوا بلى، شهدنا." ([21]).
قال العلامة ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره لهذه الآية : " يخبر تعالى أنه استخرج ذرية بني آدم من أصلابهم، شاهدين على أنفسهم أن الله ربهم ومليكهم ، وأنه لا إله إلا هو . كما أنه تعالى فطرهم على ذلك وجبلهم عليه." ([22]). و روى الإمام أحمد في المسند ، و الحاكم في المستدرك عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ:" أَخَذَ اللهُ الْمِيثَاقَ مِنْ ظَهْرِ آدَمَ ، فَأَخْرَجَ مِنْ صُلْبِهِ كُلَّ ذُرِّيَّةٍ ذَرَأَهَا، فَنَثَرَهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ كَالذَّرِّ ، ثُمَّ كَلَّمَهُمْ قِبَلًا ، قَالَ : أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ؟ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ، أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ "([23]).
و هذه الحقيقة النقلية و العقلية، التي كانت مستنكرة من الماديين، صارت حقيقة علمية تجريبية، بعدما أكدها علم الوراثة، الذي أثبت وجود الأبناء في صلب الآباء منذ ولادة الآباء، بإثبات انتقال الصفات الوراثية بين الآباء و الأبناء من جيل إلى جيل، و بالتالي وجود جميع البشر في صلب آدم عليه السلام، و حواء رضوان الله عليها منذ خلقهما.([24]).
فالدين بموجب الواقع، و بمقتضى النقل و العقل و العلم التجريبي، إذن، حقيقة فطرية مسجلة و مطبوعة في النفس البشرية، و مسجلة في جينات الإنسان.
و ليس الدين مجرد نتاج الخوف من القوى غير المرئية التي اختلقها الذهن البشري، أو تخيلها من الحكايات المشروعة، كما قال الفيلسوف البريطاني توماس هوبز([25]).
لكن ما طبيعة الدين المدموغ في عقل الإنسان، و المطبوع في جيناته بالولادة ؟ أمام تعدد الأديان بين السماوي الإلهي) اليهودية و المسيحية و الإسلام (، والوضعي البشري )الهندوسية و البوذية و الكونفوشية …(.
التوحيد دين الفطرة
مع التسليم بفطرية الدين، إلا أن الأمر ليس على إطلاقه. فليس كل دين، وضعيا كان أو سماويا، بمطبوع في طبيعة الإنسان، و بمسجل في جيناته. و ذلك اعتبارا لكون الأديان البشرية مكتسبة، و من صنع الإنسان نفسه.
و المكتسب لا يكون فطريا. إذ لا يجوز أن تكون الصنعة جزءا من ماهية الصانع، و لا يصح أن توجد معه بالخلقة و الولادة.
فدين الفطرة، هو الدين الإلهي، دين السماء، الدين الذي جبل عليه الإنسان، و دمغ في جيناته، و شهد به على نفسه أمام الخالق تعالى، في عالم الذرة منذ الأزل؛ بموجب الميثاق الإلهي مصاقا لقوله تعالى:" و إذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم، و أشهدهم على أنفسهم ألست بربكم، قالوا بلى، شهدنا." ([26]).
و لا يتعلق الأمر فقط بدين من أديان السماء المنسوبة لله تعالى، بل بدين التوحيد منها، توحيد الله تعالى و تخصيصه بالعبادة و إفراده بالألوهية.
فالتوحيد هو أصل الدين، و هذه حقيقة قديمة قدم الدين نفسه، أكدها التاريخ، و أثبتها العديد من الباحثين ، كالأستاذ لانج الذي أثبت وجود عقيدة الإله الأعلى أو إله السماء، عند ما يعرف بالقبائل الهمجية في أستراليا و أفريقيا و أمريكا، و كذا شريدر الذي أثبتها عند الأجناس الآرية القديمة، و بروكلمان الذي وجدها عند الساميين قبل الإسلام، و كاترفاج عند أقزام أواسط أفريقيا([27])، وشميث الذي أثبت أن فكرة الإله الأعظم توجد عند جميع الشعوب بما فيها أقدم الأجناس البشرية([28]).و هو ما عبر عبر عنه الأستاذ فوركارت في موسوعة دائرة معارف القرن العشرين بالقول :" إن تصور إله السماء يرجع إلى أقدم العصور الإنسانية، و أن فكرة تعدد الآلهة فكرة لاحقة لفكرة التوحيد." ([29]).
و هذا ما تدل عليه نظرية خلق الإنسان كما سطرها القرآن الكريم، و هو ما تؤكده الأبحاث العلمية الأركيوليوجية، المفندة للنظريات ، التي تزعم، دون برهان علمي مقنع، أن عبادة الإله الواحد، مرحلة لاحقة من تطور الدين عند الإنسان، الذي بدأ بتقديس الظواهر الطبيعية و الأوثان([30]). و في ذلك يقول الفيلسوف الألماني ماكس مولر: "خلافاً لما تقوله النظرية الشهيرة بأنّ الدين ظهر أوّلًا بعبادة الطبيعة والأشياء والأصنام، ثمّ وصل إلى عبادة اللَّه الواحد ، فلقد أثبت علم الآثار بأنّ عبادة اللَّه الواحد كانت سائدة منذ أقدم الأيّام." ([31]).
فقد عاشت البشرية على دين أبيها نبي الله آدم، دين التوحيد لقرون، ولم تعرف الشرك إلا مع قوم نوح عليه السلام، مصداقا لقوله تعالى في الحديث القدسي:" إِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ، وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ ، وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا."([32]).
فلم ينحرف الإنسان عن التوحيد، و يشرك و يبتدع و يلحد، إلا بمقتضى عوارض خارجة عن الفطرة أو لاحقة بها، تبتدأ بترصد الشيطان و فتنته، و تنتهي بفتور الوحي و النسيان، و ببغي الإنسان و جحوده و تنطعه.
فدين الفطرة، إذن، هو الدين الحنيف، دين التوحيد، مصداقا لقوله تعالى:" و أقم وجهك للدين حنيفا، فطرة الله التي فطر الناس عليها."([33]). الدين الذي لم يخل منه تاريخ البشر، و لم تخل من التذكير به، و الدعوة إليه أمة من الأمم، ولا قوم من الأقوام، مصداقا لقوله عز وجل:"و إن من أمة إلا خلا فيها نذير"([34]).والدين الذي بعث به كافة الأنبياء مصداقا لقوله تعالى:" و لقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله و اجتنبوا الطاغوت." ([35]).
و هذا الدين الحنيف، هو دين أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام، مصداقا لقوله تعالى: " ما كان إبراهيم يهوديا و لا نصرانيا و لكن كان حنيفا مسلما."([36]) ، و لقوله جل جلاله: " و قالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا، قل بل ملة إبراهيم و ما كان من المشركين.". و قوله عز من قائل:" قل إني هداني ربي صراطا مستقيما، دينا قيما ملة إبراهيم، و ما كان من المشركين." ([37]).
فدين التوحيد، إذن، هو أصل الدين، لأنه دين الفطرة، المدموغ في جينات الإنسان. وغيره من الأديان الوضعية و الشركيات، مجرد أمور عارضة و مكتسبة. أما الإلحاد و ما في حكمه، فلا يمكن، أمام الحقائق النقلية و العقلية و العلمية، إلا أن يكون وهما أو مرضا، أو مشكلة نفسية([38])، أو تجردا من مقتضيات الفطرة، و هروبا من مستلزمات التدين. و في أحسن الأحوال صنعة([39])، أو اختيارا مكابرا، أو متعالما مبنيا على قصور عقلي و شح معرفي، من باب قول العالم الفرنسي لويس باستور:" قليل من العلم يبعد عن الإله و كثير من العلم يعيد إليه."([40])، و من باب قول الفيلسوف الإنجليزي فرانسيس بيكون:" إذا كان قليل من الفلسفة يبعد عن الله، فإن الكثير منها يرد إلى الله"([41]).
هذا إن لم يكن الإلحاد، عند بعض الأفراد طريقا للشهرة، و حرفة و تجارة مربحة([42])، و عند بعض المؤسسات استراتيجية سياسية، وظاهرة صوتية إعلامية و دعاية تسويقية، متعددة البواعث و الغايات، أمام تظافر جهود كل المتضررين و المتوجسين من الدين، بشكل مباشر أو غير مباشر. خاصة مع ظاهرة " الإلحاد الجديد "، الذي يعتمد استراتيجية الهجوم و العداء، و الاضطهاد الفكري، و أساليب الشيطنة و التدليس، و السخرية و الانتقاص، من الدين بشكل عام، و الإسلام بشكل خاص([43]).
لكن ما المراد بدين التوحيد، أمام تعدد الأديان السماوية المتبعة، و تعدد نحلها و ملل أتباعها؟
الإسلام دين التوحيد
دين التوحيد، هو الدين القائم على إفراد الله تعالى بالربوبية و الألوهية، و تخصيصه دون سواه بالعبادة.
و هو الدين الذي بٌعث به كافة الأنبياء، و أٌمروا به و أَمروا بالدعوة إليه. مصداقا لقوله سبحانه و تعالى :" و ما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون." ([44]).
وهذا الدين، هو دين الإسلام، دين كافة الأنبياء و الرسل، مصداقا لقوله سبحانه و تعالى، على لسان نوح عليه السلام: " فإن توليتم فما سألتكم من أجر، إن أجري إلا على الله، و أمرت أن أكون من المسلمين"([45])؛
و قوله عز وجل، على لسان إبراهيم الخليل عليه السلام:" و أوصى بها إبراهيم بنيه، يا بني إن الله اصطفى لكم الدين، فلا تموتن إلا و أنتم مسلمون." ([46])؛
و قوله تعالى، مخبرا عن يعقوب عليه السلام:" أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت، إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي ، قالوا نعبد إلهك ، و إله آبائك إبراهيم و إسماعيل وإسحاق، إلها واحدا و نحن له مسلمون." ([47])؛
و قوله تبارك و تعالى، مخبرا عن فرعون في قصته مع موسى عليه السلام:" حتى إذا أدركه الغرق، قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل، و أنا من المسلمين." ([48])؛
و قوله سبحانه و تعالى، مخبرا عن حواريي عيسى عليه السلام: " فلما أحس عيسى منهم الكفر، قال من أنصاري إلى الله، قال الحواريون نحن أنصار الله، آمنا بالله، و اشهد بأنا مسلمون." ([49])؛
و قوله عز و جل، في قصة بلقيس ملكة سبأ، مع نبيه سليمان عليه السلام :" قالت يا أيها الملأ، إني ألقي إلي كتاب كريم، إنه من سليمان، و إنه بسم الله الرحمان الرحيم، ألا تعلوا علي، و آتوني مسلمين." ([50]).
فدين التوحيد إذن، هو دين الإسلام. و هو دين الهداية الربانية، مصداقا لقوله عز من قائل :" فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام." ([51]). و مصداقا لقوله تبارك و تعالى:" قولوا آمنا بالله، وما أنزل إلينا، و ما أنزل إلى إبراهيم و إسحاق و يعقوب و الأسباط، و ما أوتي موسى و عيسى، و ما أوتي النبيئون من ربهم، لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون. فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا، و إن تولوا فإنما هم في شقاق."([52]). و قوله عز من قائل:" و قل للذين أوتوا الكتاب و الأميين أ أسلمتم، فإن أسلموا فقد اهتدوا، و إن تولوا فإنما عليك البلاغ."([53]).
الإسلام فطرة
الدين فطرة، و التوحيد دين الفطرة، و الإسلام دين التوحيد.
فدين الفطرة المسجل في جينات الإنسان، إذن، هو دين الله تعالى في الأرض، و هو الإسلام، مصداقا لقوله تعالى:" إن الدين عند الله الإسلام." ([54]). و لا أدل على هذا و لا أبلغ، بعد الذكر الحكيم و سنة النبي الأمين، مما تلهج به ألسنة الكثير من المهتدين إلى بر أمانه، كما هو حال هذه الفتاة البلجيكية بقولها :" استجابت نفسي كلها لهذا الإسلام ، إذ وجدت فيه دعوة الله المتجاوبة مع أعماق الفطرة البشرية"([55]). و هذا الفتى الألماني القائل:" اكتشفت أن الإسلام كمنهج حياة ينسجم من كافة الوجوه مع فطرتي."([56]).
و هذه حقيقة لا يسع كل منصف متجرد، ممن عرف كنه الإسلام إلا أن يقر بها، كما عبر المهندس العراقي اليهودي الأصل الدكتور أحمد سوسة، بعد اعتناقه للإسلام بالقول :" على المرء الذي وقف على حقيقة الإسلام أن يعترف أن الإسلام هو في الحق دين الحرية و الفطرة ." ([57]).
و الإسلام هو الدين ، الذي اصطفاه الله تعالى ، مصداقا لقوله عز وجل:" إن الله اصطفى لكم الدين، فلا تموتن إلا و أنتم مسلمين." ([58]).
و الإسلام هو دين البشرية، الذي بدأ عقيدة و سلوكا و عبادات و معاملات، مع آدم عليه الإسلام، و تمت أحكامه و اكتملت شرائعه، بنزول الوحي على خاتم الأنبياء و المرسلين، المبعوث رحمة للعالمين، محمد بن عبد الله، عليه الصلاة و السلام، مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه. و ارتضاه الله عز وجل لكافة خلقه، مصداقا لقوله تعالى:"اليوم أكملت لكم دينكم، و أتممت عليكم نعمتي،و رضيت لكم الإسلام دينا." ([59]).
و الإسلام، الذي أتمه الله تعالى ببعثة رسوله الكريم، و ارتضاه عز وجل للناس أجمعين، هو الدين الحق، مصداقا لقوله سبحانه وتعالى :" هو الذي أرسل رسوله بالهدى و دين الحق، ليظهره على الدين كله." ([60]).
و هذا الدين، هو الدين الذي لا يقبل الله تعالى أن يتبع سواه، و لا أن يتعبد بغيره، مصداقا لقوله عز و جل: " و من يبتغ غير الإسلام دينا، فلن يقبل منه، و هو في الآخرة من الخاسرين." ([61]).
فاللهم ثبتنا على دينك، واشرح صدورنا لهديك و نورك، و وفقنا لطاعتك، وأعنا على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك. " أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه، فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله." سورة الزمر الآية: 45. و صلى الله و سلم و بارك على المبعوث رحمة للعالمين و على آله و صحبه و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
البشير عدي: كلية العلوم القانونية و الاقتصادية و الاجتماعية/ جامعة ابن زهر- أكادير.
[1])) نقلا عن : الدكتور محمد عبدالله دراز: الدين بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان، دار القلم بيروت، صفحة 82.
[2])) صحيفة التيليغراف البريطانية العدد الصادر بتاريخ: 2012/03/12. انظر الرابط :
https://www.telegraph.co.uk/news/politics/8510711/Belief-in-God-is-part-of-human-nature-Oxford-study.htm
[3])) نقلا عن : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي : نفحات القرآن، نشر مدرسة الإمام علي، قم، الطبعة الأولى، ج 3، ص 98.
[4])) نقلا عن : الدكتور محمد عبدالله دراز: الدين بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان، م س ، صفحة 82
[5])) د هوست سميت: أديان العالم. تعريب و تقديم سعد رستم، دار الجسور الثقافية، حلب، الطبعة الثالثة، ص 4.
[6])) نقلا عن: الدكتور وليد نور: المختصر القويم في دلائل نبوة الرسول الكريم. دار الكتب العلمية بيروت، ص 10 .
[7])) إريك فروم : الدين و التحليل النفسي. ترجمة فؤاد كامل، مكتبة غريب القاهرة مصر1977. ص 27.
[8])) ديكارت: التأملات في الفلسفة الأولى، ترجمة و تقديم و تعليق الأستاذ عثمان أمين، المركز القومي للترجمة القاهرة 2009، ص 163.
[9]))الكتاب طبع بالإنجليزية تحت عنوان : Born believers: the science of children's religious belief، و ترجمه مركز دلائل، و نشره تحت عنوان: فطرية الإيمان:كيف أثبتت التجارب أن الأطفال يولدون مؤمنين بالله.
) [10] ) مجلة "ديلي تلغراف" البريطانية ، العدد الصادر بتاريخ 24 نونبر 2008.
[11])) جريدة الزمان الصادرة بالعربية في لندن العدد 3393 و تاريخ 2009/09/09 . نقلا عن :صحيفة ديلي ميل البريطانية.
[12])) الكتاب مطبوع تحت عنوان: الأطفال المتوحشون: الأسطورة و الحقيقة: ترجمة لطيف فرخ، صادر عن دار الفكر بيروت 1997.
[13])) يذهب الفيلسوف هيجل، إلى أن هذه المقولة و التي قبلها، منقولتان خطأ عن الفيلسوف اليوناني أرسطو. الموسوعة الفلسفية، ترجمة و تقديم وتعليق الدكتور إمام عبدالفتاح إمام، دار التنوير بيروت، الطبعة الثالثة، 2007، ص 60. و يؤكد هيجل أن معرفة الله هي في طابعها الحق: ارتفاع فوق كل الإحساسات و الإدراكات الحسية. الموسوعة الفلسفية، م س، ص 66.
[14])) الكتاب طبع بالإنجليزية عة طبعات، تحت عنوان: جين الله: كيف يتم ربط الإيمان بجيناتنا.
THE GOD GENE : how faith is hardwired into our genes
[15])) انظر الرابط: http://content.time.com/time/magazine/0,9263,7601041025,00.html
[16])) د عمرو شريف : رحلة عقل، مكتبة الشروق الدولية،مصر الجديدة، الطبعة الرابعة، 2011، ص179/178.
[17])) د عمرو شريف : نفسه، ص173.
[18])) ول ديورانت: قصة الحضارة، ترجمة زكي نجيب محمود، دار الجيل، بيروت، ج 1 ص 117.
[19])) سورة الروم، الآية: 29.
[20])) صحيح الإمام البخاري: كتاب الجنائز ، باب إذا أسلم الصبي فمات هل يصلى عليه، و هل يعرض على الصبي الإسلام.
[21])) سورة الأعراف، الآية: 172.
[22])) ابن كثير الدمشقي: تفسير القرآن العظيم، دار ابن حزم،بيروت، الطبعة الأولى، ص 797.
[23])) الإمام الحاكم: المستدرك على الصحيحين: كتاب الإيمان، باب تفسير آية : و إذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم.
[24])) انظر للتفصيل: دراسة للدكتور محمود نجا، أستاذ الفارماكولوجيا الإكلينيكية بكلية الطب جامعة القاهرة، تحت عنوان : حديث القرآن و السنة عن الحامض النووي في الأمشاج. منشور بموقع إعجاز القرآن و السنة الإليكتروني. على الرابط: https://quran-m.com/?p=1372.
[25])) د إمام عبدالفتاح إمام: توماس هوبز فيلسوف العقلانية، دار الثقافة ط 1985 ص 408
[26])) سورة الأعراف، الآية: 172.
[27])) و هذا خلافا لما ذهب إليه ول ديورانت في كتابه تاريخ الحضارة من التشكيك، في وجود ديانة لدى أقزام أفريقيا و حديثه عن الإلحاد البدائي. قصة الحضارة،م س ، ج 1 ص 98 . مع أن ديورانت يؤكد في ذات الكتاب، أن الدين ظاهرة تهم البشر جميعا . ص 99.
[28])) نقلا عن : د أحمد عبد الرحيم السايح: بحوث في مقارنة الأديان: الدين نشأته و الحاجة إليه.دار الثقافة،الدوحة.ص 42/43 .
[29])) الدكتور محمد عبدالله دراز : الدين : بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان دار القلم، م س، ص 82.
[30])) انظر في النظريات الوضعية لنشأة الدين و تطوره: د سعيد مراد: المدخل إلى تاريخ الأديان، منشورات عين للدراسات و البحوث الإنسانية والاجتماعية. القاهرة بدون تاريخ. و ذ محمود العقاد: الله: كتاب في نشأة العقيدة الإلهية، المكتبة العصرية. بيروت1949 .
[31])) نقلا عن : ناصر مكارم الشيرازي : نفحات القرآن، م س، ج 3 ص 98.
[32])) صحيح الإمام مسلم: كتاب الجنة و صفة نعيمها و أهلها، باب الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة و أهل النار.
[33])) سورة الروم، الآية: 29.
[34])) سورة فاطر، الآية: 24.
[35])) سورة النحل، الآية: 36.
[36])) سورة آل عمران، الآية: 66.
[37])) سورة الأنعام، الآية :162/161.
[38])) انظر في هذ الشأن ، دراسة للدكتور عمرو شريف أستاذ الجراحة العامة بكلية الطب جامعة عين شمس بالقاهرة، تحت عنوان: الإلحاد مشكلة نفسية. من منشورات نيو بوك للنشر و التوزيع القاهرة. الطبعة الأولى 2016.
[39]) انظر فصل صناعة ملحد، من كتاب أنطوني فلو: هناك إله: كيف قاد العلم أشرس ملاحدة العالم إلى الإيمان. ص 21 و ما بعدها.
[40])) نقلا عن: لوك فيري: أجمل قصة في تاريخ الفلسفة. ترجمة محمود بن جماعة. دار التنوير ، بيروت ، الطبعة الأولى 2015، ص 115.
[41])) نقلا عن: الشيخ نديم الجسر: قصة الإيمان بين الفلسفة و العلم و القرآن. المكتب الإسلامي بيروت ط3، 1969.ص125
[42]) وصلت مداخيل أحد المروجين العرب للإلحاد على الشبكة العنكبوتية، في ثلاثة أشهر فقط ما يناهز: 60.000 دولار. شاهد على الرابط: https://www.youtube.com/watch?v=c1Zhp-Abi9Q
[43])) انظر: د عمرو شريف : وهم الإلحاد .كتاب هدية مجلة الأزهر، محرم 1435، نونبر 2013، ص 28. و د محمد عمارة: الإسلام في عيون غربية.دار الشروق، القاهرة، الطبعة الأولى 2006. و د عبدالله صالح الجعيري: ميليشيا الإلحاد –مدخل لفهم الإلحاد الجديد- مؤسسة تكوين للدراسات و الأبحاث، لندن،2014
[44])) سورة الأنبياء، الآية :25.
[45])) سورة يونس، الآية : 72.
[46])) سورة آل عمران، الآية: 66.
[47])) سورة البقرة، الآيات: 136/135.
[48])) سورة يونس، الآية:90.
[49])) سورة آل عمران، الآية :51.
[50])) سورة النمل، الآيات: 31/29.
[51])) سورة الأنعام، الآية: 132.
[52])) سورة البقرة، الآية: 125.
[53])) سورة آل عمران الآية: 20.
[54])) سورة آل عمران، الآية: 19.
[55])) د عرفات كامل العشي : رجال و نساء أسلموا، المكتب المصري الحديث، الإسكندرية، طبعة 2001، ص 38.
[56])) د عرفات كامل العشي: نفسه، ص 18.
[57])) د أحمد سوسة: في طريقي إلى الإسلام، المؤسسة العربية للنشر و التوزيع، بيروت،2004، ص 40.
[58])) سورة آل عمران، الآية: 66.
[59])) سورة المائدة، الآية: 04.
[60])) سورة التوبة الآية: 33.
[61])) سورة آل عمران، الآية: 84.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.