بعد عثور أحد المواطنين مساء يوم السبت 07 دجنبر الماضي على جثة فتاة في حالة متقدمة من التحلل بغابة أولاد تايمة ضواحي أكادير، تناسلت مجموعة من الروايات حول هذه الجريمة البشعة التي هزت الرأي العام المحلي والوطني على حد السواء. وبعد مرور أزيد من ثلاثة أشهر عن تاريخ وقوع هذه الجريمة، وبعد تسجيلها ضد مجهول، تمكنت مصالح الدرك الملكي بسبت الكردان من فك هذا اللغز المحير. بوادر العلاقة العاطفية بين الضحية والمتهم. بعد إشتغاله بمجموعة من الورشات بمدينة أولاد تايمة، تمكن المتهم من كسب خبرة لا بأس بها في مجال الميكانيك ليقرر تغيير الوجهة نحو مدينة أيت ملول بحثا عن فرصة للنجاح وتغيير الواقع. وبالفعل تمكن الشاب الطموح من الإستقرار بمدينة أيت ملول، حيث إكترى منزلا رفقة شبان آخرين. وبعد مدة من الزمن، بدأ يتردد على أحد المقاهي حيث تعرف على الشابة "إيناس" التي سرعان ما تطورت العلاقة معها إلى علاقة حميمية وليالي حمراء نجم عنها حمل. الضحية طالبت المتهم بإيجاد حل لوضعها بعد تأكدها من حملها، إتصلت الضحية بالمتهم لتخبره بهذا الخبر الذي هز كيانها، ومن هول الصدمة، أقفل المتهم هاتفه وتوارى عن الأنظار، حيث حاول قطع الإتصال بها، إلا أن "إيناس" تمكنت من الوصول إليه رغم تغيير مقر سكناه وهنا بدأت قصة أخرى من المعانات، حيث أصبح المتهم أكثر عدوانية. فكلما شاركته في جلسات خمرية يقوم بتعنيفها لكن سرعان ما يهدأ من روعها حيث وعدها بالزواج وإنهاء هذا المشكل. تزايد الضغوطات وتفاصيل النهاية المأساوية للضحية مع مرور الوقت، وظهور علامات الحمل على بطن الضحية، حاولت هذه الأخيرة الضغط على الشاب الميكانيكي الذي ينحذر من دوار بوعصيدة ضواحي أولاد تايمة من أجل تسريع إجراءات توثيق العلاقة التي تجمعهما. وأمام هذا الإصرار قام المتهم أواخر شهر نونبر الماضي بإستدراج الضحية إلى غابة "بوعصيدة" من أجل قضاء ليلة حمراء والتفكير في حل لهذا المشكل. وبالفعل قام المتهم بأخذ سيارة أحد زبائنه وإشترى قنينات خمر وإتصل ب"إيناس" وشدا الرحال للغابة المذكورة، حيث كان بإنتظارهما أحد أصدقائه من أبناء الدوار. توغلوا داخل الغابة وهناك علقت السيارة بالرمال. حيث لم تنفع محاولاتهم لإخراجها. ليقرروا بعد ذلك إتمام السهرة في السيارة، حيث شربوا كميات مهمة من الخمر قبل أن يقرر الصديق العودة للدوار والبحث عن جرار لإخراج السيارة العالقة. وهنا إستفرد المتهم بالضحية وقام بخنقها حتى الموت ليقوم بعد ذلك بحفر حفرة ودفنها هناك. ولما عاد صديقه وسأله عنها أجابه المتهم أنها تشاجرت معه وهربت إلى وجهة مجهولة. ولما أخرج الجرار السيارة للطريق، طلب منه صديقه أن يقوما بالبحث عنها، لكن الميكانيكي أقنعه بتركها وشأنها. وعادا معا إلى مدينة أيت ملول حيث أمضى الصديق خمسة أيام رفقة المتهم. وبعد مرور أزيد من خمسة عشرة يوما إنكشفت الجثة بعدما أخرجتها الكلاب الضالة من الحفرة، ليقوم الصديق بالإتصال بالميكانيكي ويخبره بالأمر. وفي هذه اللحظة أخبر المتهم صديقه بالحقيقة وأمره بالسكوت وإلا فسيقوم بإلباسه التهمة. إنطوت الحيلة على إبن الدوار ولم يقم بالإبلاغ عن الجريمة. في الجهة الأخرى وبمدينة أيت ملول وبعد مرور مدة من الزمن قامت إحدى جارات الضحية بالتواصل مع مصالح الدرك الملكي لتخبرهم بأن الجثة التي عثر عليها بالغابة ربما تعود ل"إيناس" وهو إسم مستعار فضلت الضحية تسمية نفسها به. ومكنت المعلومات التي أدلت بها السيدة من تحديد مقر سكن الضحية وبعد إستفسار زميلتها التي تشاركها السكن تم التوصل إلى المتهم وشركاؤه في وقت وجيز. حيث إعترف المتهم بكل تفاصيل الجريمة بعد مواجهته بالأدلة. حيث وصل عدد المعتقلين على خلفية هذه القضية خمسة أشخاص توبع أغلبهم بتهمة التستر وعدم التبليغ عن جريمة قتل. إعادة تمثيل الجريمة البشعة أشرف عبد الكريم الشافعي الوكيل العام لجلالة الملك بمحكمة الإستئناف بأكادير صباح يوم الثلاثاء 18 فبراير الجاري على ، عملية إعادة تمثيل جريمة القتل التي راحت ضحيتها شابة في العشرينات من العمر، وذلك بعد تعرضها للإستدراج والتصفية من أحد الشباب الذي كان على علاقة غرامية بها. وحسب ما عاينته أكادير24، فإن عملية التمثيل جرت وسط حشد جماهيري من المواطنين الذين تقاطروا على المكان، وتحت حراسة أمنية مشددة، من طرف رجال الدرك الملكي بمختلف رتبهم، حيث شارك في العملية المركز الترابي لسبت الكردان والمركز القضائي بتارودانت بالإضافة إلى تعزيزات من القيادة الجهوية للدرك الملكي بأكادير. وعبرت ساكنة المنطقة عن سخطها الشديد من هذه الجريمة البشعة التي هزت سكون المنطقة، مطالبين السلطات القضائية بتنزيل أقسى العقوبات على مرتكبيها. كما أشادت بالمجهودات الجبارة التي قامت بها عناصر الدرك الملكي بسبت الكردان من أجل الوصول إلى الجناة رغم الغموض الكبير الذي ميز هذه الجريمة التي سجلت سابقا ضد مجهول. عبد الرحمان اسعيدي تتطلب عرض الشرائح هذه للجافا سكريبت.