كم مرة خطب الملك فيكم يدعوكم ان تكونوا جميلين في عيون الشعب، حكيمين في تدبير شؤون الساكنة، متفانين في خدمة الوطن،؟ لكنكم في كل مرة تفضحون أنفسكم بأنفسكم إثر كل زيارة ملكية، و تبينون ان عيونكم مغمضة لا تفتحونها الا حين تصلكم الإشارة ان الملك سيكون بيننا، ماذا لو كانت كل السلطات و المنتخبين يسكن الملك في ضمائرهم، و يحضر في قراراتهم في الميدان بدل التبجح بتوجيهاته في الخطب، و التخبط في العشوائية في الممارسة؟ ، هل يعتقد من أوكلت لهم مهمة تسيير شؤوننا ان الملك لا يدرك كل هذا الخداع البصري الذي تمارسونه قبل كل زيارة،؟ ألم يكن الإحتفاء بقدوم الملك هو رفع الأعلام و صباغة الواجهات، و إزالة بعض النقط السوداء، فكيف تحول الإحتفاء إلى زرع النخل زورا، وزرع الورد بهتانا، و التعجيل بإنجاز مشاريع متعثرة بتسرع لا يراعي الجودة و الإتقان،؟ ألستم عيون الملك ويده و رجال ثقته؟ ، وألستم ترجمة لإرادة شعبية في الإصلاح عبر صناديق الإقتراع،؟ أين عملكم من كل هذا، أين ميزانياتكم، و أين اطركم وموظفيكم واعمالكم؟ ، لماذا لا تغادرون مكاتبكم الا من رحم ربك، سوى في كل زيارة ملكية،؟ ألف المغاربة الزيادة في زينة منازلهم وهم يستقبلون احبتهم كعلامات للكرم و الإحتفاء و التعبير عن الحب و المحبة، لكن الأمر لا يحمل نفس المعنى ولا يترجم نفس الغاية بكل هذا الهيجان الذي يسبق كل زيارة ملكية، صاحب الجلالة الملك محمد السادس ،لم يقل يوما بأن تمارسوا التهميش في حق الشعب، و تتسارعون لإستقباله وتقبيل يده الكريمة خوفا من غضبة او تحسبا للمحاسبة، الملك يطلب منكم أن تكونوا ترجمة للمفهوم الجديد للسلطة الذي نهجه منذ توليه العرش، و ان تكونوا مثله قريبين من الفقراء وحاجيات الناس، ان تتحلوا بالمسؤولية و الحكامة والوطنية والمواطنة، لكنكم عكس ذلك تعيشون لأنفسكم و لمصالحكم، و تنتظرون زيارة ملكية كي تتذكروا ما من أجله عينتم او انتخبتم، وتلك والله هي المهزلة، و المذلة… فهل تعتبرون؟