كان المشهد خاطفا ورهيبا. جسد فتاة قاصر يتهاوى من السماء بسرعة. أحد المارة دفعه رد فعل غير محسوب العواقب إلى محاولة التقاط الكائن الطائر في الهواء. الكتلة البشرية تنزل فوقه مثل «جلمود صخر حطه السيل من عل». قوة الاصطدام تسببت له في إصابات بليغة. ارتطام جسم الصبية بالأرض كان كافيا لإزهاق روحها على الفور. زمن الحادث المأساوي كان في حدود الساعة العاشرة والنصف من صباح أمس الثلاثاء. المكان أحد أرصفة شارع بوركون بالدار البيضاء. خادمة بيوت في عمر الزهور تلقي بنفسها من الطابق الخامس لعمارة سكنية. النتيجة المؤلمة وقوع ضحيتين، الأولى فتاة تشتغل لدى إحدى الأسر لقيت حتفها بمجرد سقوطها فوق إسفلت الطريق. الثاني شخص وصفه شهود عيان من أبناء المنطقة بأنه «مختل عقليا» يتردد كثيرا على هذا الشارع. نقلت جثة الخادمة إلى مستودع الأموات، وحمل المصاب إلى مستعجلات ابن رشد. أما مصالح الأمن ففتحت تحقيقا لتحديد أسباب سقوط الفتاة من الطابق الخامس، حيث تم استدعاء أفراد الأسرة المشغلة للاستماع لأقوالهم حول دوافع إقدام خادمتهم الصغيرة على الانتحار بهذه الطريقة البشعة.