أصدر الدكتور أحمد الصديقي كتابا جديدا تحت عنوان: مصادر تاريخ الغرب الإسلامي إلى مستهل القرن 5ه / 11م رصد الإشكاليات ونقد المقاربات ،يتناول فيه مختلف الإشكاليات التي يلاقيها الباحثون في التاريخ والمستعينون بالمصادر التاريخية التي تناولت القرون الأربعة الأولى للفتح الإسلامي لشمال إفريقيا باعتبار أنها كتبت ودونت في سياقات تاريخية أثرت على المادة المصدرية نتيجة الصراعات العسكرية والفكرية والسياسية خصوصًا بين السنة والشيعة آنذاك والتي جعلت الباحثين يطرحون مجموعة أسئلة عن كيفية التعامل معها في ظل انحياز الكتاب إلى هذا الطرف أوذاك والذي أدى إلى الاختلاف البين في الروايات التاريخية .لتأتي مقاربة د.الصديقي من خلال كتابه ،كمحاولة للتساؤل عن نوعية المتن المصدري ،والمنهجية التي يمكن اتباعها لتجاوز تلك المعيقات ،وبالتالي إعادة قراءة هذه المصادر في سياقها التاريخي ووفق الظرفية التي أنتجتها. الكتاب إذن الذي لا شك سينفع الباحثين المهتمين بالتاريخ الوسيط لشمال إفريقيا مكون من 126 صفحة، و ذو خطة جاء بناؤها شاملا لمقدمة وثلاثة مباحث وخاتمة، تناول المبحث الأول قراءة في مصادر الغرب الإسلامي 5ه/11م،والمبحث الثاني اهتم بنقد وتقييم المضامين المصدرية،أما المبحث الثالث فتناول فيه صاحبه عرض ومقارنة نصوصًا وقضايا منتقاة. ويجدر ذكره بأن الدكتور أحمد الصديقي يعمل أستاذًا للتاريخ والحضارة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن زهر بأگادير، وقد ساهم وشارك ونظم عدة ندوات علمية دولية ووطنية كما أن له أعمالًا ومقالات منشورة هنا وهناك خصوصا ما تعلق بمجال وتاريخ المخطوط العربي.