اجتمع عدد من المتخصصين في مائدة مستديرة حول :”الطباعة الثلاثية الأبعاد الطبية”والتي نظمت بقاعة ابراهيم الراضي ببلدية أكادير أول أمس الثلاثاء 16 يوليوز 2019، من طرف الجمعية المغربية للطباعة الثلاثية الأبعاد الطبية، بتنسيق مع المجلس الجماعي لأكادير، وجامعة ابن زهر (كلية الطب وكلية العلوم)، والجامعة الدولية لأكادير. وذكر الأستاذ الجامعي نور الدين العالم من كلية العلوم بجامعة ابن زهر، بأن تنظيم هذه المائدة يندرج في إطار الأيام الطبية الأولى للطباعة الثلاثية الأبعاد، وذلك في سياق الحاجة الملحة لهذه التقنية الجديدة، والتي أصبحت متاحة للإستخدام، مؤكدا، بأن هذه تهدف إلى التعريف بهذه التقنية الهامة، وجعلها من بين اهتمامات جهة سوس ماسة والمجلس الجماعي لأكادير و الجامعة العمومية و الخصوصية، وذلك في إطار البحث العلمي والتكويني. و أوضح العالم، بأنه تم تقديم مشروع متكامل لتخصيص فضاء ضمن قطب الابتكار، والذي يندرج في إطار مخطط التسريع الصناعي، واعتبر بأن هذه التقنية ستكون رافعة لظهور بيئة مهمة للحلول المبتكرة في مجالات متعددة وضمنها المجال الطبي. من جهتها، الدكتورة آمال البقالي، نائبة رئيس المجلس الجماعي لأكادير، وصفت تقنية :”الطباعة الثلاثية الأبعاد الطبية”، بكونها “ثورة علمية” في القرن الواحد و العشرين، لما يميزها من دقة عالية ونتائج دقيقة تفتح باب الأمل أمام المرضى، واصفة مصادقة مجلس جهة سوس ماسة مؤخرا على اتفاقية قطب الابتكار، بالقفزة النوعية و الراقية، لأن التطبيق الطبي لهذا النوع من الصناعة، سيمكن من صناعة أجهزة طبية بتكلفة قليلة و في أقل وقت ممكن، وهذا ما ستستفيد منه جل الطبقات الإجتماعية بالجهة بالدرجة الأولى. الدكتور محمد شليح، رئيس الجمعية المغربية للطباعة الثلاثية الأبعاد الطبية، استعرض المراحل التي مر منها تطور هذه التقنية الجديدة والتي اعتبرها “ثورة علمية و تكنولوجية” في القرن الحالي، و كذا التوزيع الجغرافي لاستعمالها، مؤكدا، بأن استعمالها ما زال محتشما في افريقيا، رغم أن متطلباتها لا تعدو أن تكون حاسوبا وطابعة. هذا، وقدم الدكتور شليح أمثلة عن كيفية استعمال هذه التقنية في المجال الطبي، معتبرا، بأن ذلك سيمكن من تقليص الجهد والوقت والتكلفة المادية، بأقل من عشرة مرات أحيانا، وشدد على ضرورة تنظيم معرض دولي حول هذه التقنية بمركز الجهة بأكادير، يضم مختلف المجالات الميكانيكية والتجارية والصناعية والطبية و غيرها، وألح على ضرورة التعريف بالتقنية ذاتها بالمؤسسات التعليمية، و تشجيع الاشتغال عليها إذ عوض اقتناء هاتف محمول ب: 8 000,00 درهما، يمكن اقتناء طابعة ب 2 000,00 درهما فقط، وهو ما من شأنه توجيه التلاميذ و أطر المستقبل للإشتغال على هذه التقنية، و هو ماسيمكن اكتشاف المواهب في هذا المجال. من جهتها، الدكتورة صفاء وهبي، الطبيبة الاخصائية في الجراحة التقويمية و التجميلية و الحروق، قدمت أمثلة عن توظيف هذه التقنية في مجال تخصصها، من خلال سرطان الثدي، و سرطان الجلد وتقويم بعض الأعضاء، ومشاكل الحروق، و غيرها. الدكتور هشام لخضر، توقف عند كيفية جعل قطب الابتكار صلة وصل بين الجمعية و الجامعة و المجلس الجماعي، مشددا على أهمية التكوين للمساهمة في ترسيخ هذا النوع من التقنية، كما سلط الدكتور محمد الرامي الأستاذ بالجامعة الدولية بأكادير الضوء على مجال استخدام هذه التقنية في المجال الميكانيكي. من جهته، الدكتور فضا سليم، الطبيب الجراح في جراحة الأسنان بأكادير، اعتبر بأن هذه التقنية أصبحت مزاولة بشكل يومي في مجال طب الأسنان من خلال عمليات التقويم و الجراحة و التجميل، مقدما أمثلة عن ذلك، وأعتبر بان هذه التقنية مهمة جدا إن على مستوى خفض التكلفة، و ربح الوقت و إن على مستوى الجودة المطلوبة، مضيفا، بأنه لا يمكن إطلاقا مقارنتها مع الطرق التقليدية. وتمنى الدكتور فضا، أن تتطور هذه التقنية بأكادير، لاكتشاف طاقات ومبدعين وموهوبين في هذا المجال، كما ألح على ضرورة توحيد الجهود للسير بهذه التقنية إلى الأمام.
من جهته، الأستاذ يوسف الخبال، نائب عميد كلية الطب أكد استعداد الكلية في المساهمة لانجاح مثل هذه المبادرات، مشيرا، بأن كلية الطب تشجع هذه التقنية (الصناعة الثلاتية الابعاد الطبية) واصفا إياها ب”أمل المستقبل” . يذكر أن هذه الندوة التي أثارت استحسان الحاضرين، تميزت بطرح جملة من التساؤلات و الاستفسارات حول هذه التقنية، آملين أن تتدخل الجهات الوصية لدعمها بكل الوسائل التقنية و العلمية، لتجسيدها في المجال الطبي بشكل أوسع بمدينة الانبعاث و جهة سوس ماسة عموما، لأن المواطن البسيط هو من سيستفيد من منافعها في آخر المطاف.