تستدعي جهة سوس ماسة درعة بالمغرب أداءا مكثفا على المستوى البيئي من قبل الجهات المسؤولة. ذلك أن المنطقة تعرف إجهادا ملفتا على الموارد الطبيعية. وتتعرض لتأثير تغير المناخ بشكل جلي . وأضحى لازما مقاربة إشكالية التلوث البيئي وأثره الوخيم على صحة ساكنة المنطقة في مخططات التنموية ودورات المجالس المنتخبة. ومن هذا المنطلق عقدت لجنة البيئة لقاء تحضيريا للدورة العادية لمجلس جهة سوس ماسة درعة. تناولت فيه بالدرس والتحليل مختلف المعضلات والإشكالات البيئية التي تؤرق المنطقة . و شكلت عدة محاور، تطبعها الراهنية ، لقاء نخبة من الخبراء والباحثين والمؤسسات المعنية بقطاع البيئة بجهة سوس ماسة درعة من قبيل إدماج البعد البيئي في التخطيط الاستراتيجي و جودة الهواء و تدبير النفايات و تأهيل العنصر البشري و إنشاء مختبر علمي خاص بالروائح الكريهة بكلية العلوم بولاية أكادير. وأكد السيد إبراهيم الحافيدي رئيس المجلس الجهوي على أن تحيين الدراسة الإستراتيجية لجهة سوس ماسة درعة يحتوي على محور هام خاص بالبيئة، باعتبار هذا القطاع مهم ومهيكل، يتطلب مواكبة جميع الوسائل وتقوية دور المرصد الجهوي للبيئة الذي يعتبر آلية للرفع بهذا القطاع. مؤكدا على دور الجامعة في ميدان المصاحبة والمواكبة. كما أكد رئيس مجلس الجهة على وجوب إدماج الشركاء في جزر الكناري ومع التعاون الألمانيGIZ لتبادل المعارف والتجارب. وأبرز السيد عمور عبد الرحمان رئيس لجنة البيئة بجهة سوس ماسة درعة بعض معالم المشهد البيئي بالجهة ومساعي اللجنة لمكافحة مختلف الإرهاصات التي تؤرق الساكنة من مختلف المناحي مشيرا إلى آفاق تغير المناخ وتأثيراته السلبية على المنطقة ليؤكد على ضرورة تكاثف الجهود لأجراة مختلف المحاور الاستباقية والمشاريع المبرمجة من قبل الجهة لتخفيف التوقعات المحتملة . ومن جهتها استعرضت السيدة فتيحة فاضل مديرة المرصد الجهوي للبيئة والتنمية المستدامة نتائج زيارة لجنة البيئة بالجهة لجهة الاكيتان بفرنسا بغية تبادل التجارب والخبرات حول جودة الهواء والتي توجت بالتعاون في مجال مراقبة و تتبع جودة الهواء بالجهة. وبعد ذلك تدخل مدير مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل بمشروع اتفاقية الشراكة مع الجهة والذي يروم إلى تقوية معارف المستفيدين في المجال البيئي وإدماجهم في سوق الشغل في ميادين النجاعة الطاقية والطرقات وتدبير النفايات السائلة والصلبة والطاقات المتجددة والكهرباء والنقل واللوجستيك.إذ سيستفيد من هذا التدريب ما يناهز120 مستفيد من شباب جهة سوس ماسة درعة لخلق فرص الشغل الذاتي. وتحدثت السيدة خديجة السامي رئيسة مصلحة البيئة عن مشروع إدماج البعد البيئي في التخطيط الاستراتيجي CB2والذي يهم مجال التعدد الإحيائي والتغيرات المناخية و النجاعة الطاقية و يشمل جهة سوس ماسة درعة، ويمتد لجهتي تادلة أزيلال و طنجةتطوان مبرزة الإطار العام للمشروع والأهداف الخاصة والنتائج المنتظرة من المشروع الذي يستجيب للأولوية الوطنية للإدارة البيئية و بناء قدرات الفاعلين المحليين خصوصا السلطات المحلية والمنظمات غير الحكومية لتمكينها من إدماج البعد البيئي في التنمية المحلية وكذا ترجمة الالتزامات الوطنية فيما يتعلق بالاتفاقيات الثلاث للأمم المتحدة في مجال التنوع البيولوجي، وتغير المناخ والتصحر والتدبير المستدام للأرض على مستوى تحسين الإطار القانوني وتعزيز التدريب و تقوية المؤهلات وتحيين المخططات الجماعية ومشاركة الفاعلين، ثم إنشاء آليات مالية و منظومة للمتابعة. وعرض السيد أحمد شرمطة رئيس مصلحة البيئة بولاية أكادير سياق ودواعي تأسيس الشبكة الأرو- متوسطية تعنى بتدبير النفايات "GTMD/MWWG"مع عدة فعاليات بولاية أكادير ومع دول أخرى متوسطية من قبيل تونس و فرنسا وإسبانيا ومختلف الأبعاد الايجابية لهذه المبادرة وبرنامج عملها محددا الأهداف المنشودة . معلنا ، في نفس السياق ، عن تنظيم يومين دراسيين حول تدبير عصارة النفايات في شهر مارس 2013 للاطلاع على مختلف التجارب الوطنية و الدولية. وأوضح السيد أحمد شرمطة مزايا وأفاق استعمال المختبر المتنقل لقياس جودة الهواء متناولا منجزات الولاية في المجال منذ عام 2006 وسياق تنفيذ أول نظام على المستوى الإفريقي للرصد المستمر للروائح بمدينة أكادير والفرص التي يتيحها هذا النظام التكنولوجي للبحث العلمي وأهمية تطوير البحوث حول محور الروائح والأنف الإلكتروني، الذي يمكن استخدامه في مختلف المجالات مثل الصناعات الغذائية، والطب والبيئة و الصناعات النفطية و الكيميائية وركز السيد شرمطة على أهمية وضع قطب علمي خاص بالروائح في كلية العلوم في أكادير وذلك لتوظيف جيد للأدوات التكنولوجية الدقيقة جدا التي أرستها الولاية في الموضوع . وتخلل اللقاء نقاشا حول اتفاقية إنشاء مختبر علمي خاص بالروائح بكلية العلوم بين كل من الولاية و الجهة و الجامعة وشركة كندية ستساهم في تمويل نصف المشروع وكذا عرض حول المعرض الدولي الأول للماء المزمع تنظيمه بأكادير سنة 2014 ، قدم فيه التصور العام للمشروع والأهداف الإستراتيجية للمعرض. آفاق بيئية /محمد التفراوتي