كشفت الانتخابات أن رصيد العدالة والتنمية في الشارع في تزايد، بينما تواجه بعض الأحزاب التقليدية شبح الانقراض، بعد تواصل “تهاويها” بشكل صاروخي في كل امتحان انتخابي. ويأتي الوقوف على هذه الحقيقة بعد أن بات الحزب يظفر بجميع مقاعد أقاليم، دون اقتسامها مع أي مكون سياسي، بعد الفوز بمقاعد إضافية في الانتخابات الجزئية، كما حدث في الدائرة الانتخابية المحلية “انزكان أيت ملول”، التابعة لعمالة آنزكان أيت ملول. وأكد قيادي سياسي، أن العدالة والتنمية قد يصبح الحزب الوحيد في الساحة مستقبلا، إذ لم تراجع المكونات السياسية الأخرى نفسها، قبل فوات الأوان، مشيرا إلى أن الأحزاب التقليدية مطالبة بإعادة ترتيب الأوراق قبل خوض استحقاق الانتخابات التشريعية. هذا المعطى لم يكن وحده الذي جرى استخلاصه من الانتخابات التشريعية الجزئية بانزكان أيت ملول، فهذه الدائرة قد تكون القشة التي تقسم ظهر التحالف الحكومي، بعد الاصطدام العنيف الذي وقع بين عضو الكتابة المحلية لحزب العدالة والتنمية بانزكان وابن محمد أومولود، مرشح حزب الاستقلال للانتخابات الجزئية. وتحدث مراقبون أن مثل هذه الأحداث قد تزيد توسيع الشرخ الذي تعاني منه الأغلبية الحكومية، والذي تحول من المواجهة الكلامية إلى المواجهة ب “اللكامية”. من جانب آخر أفتاتي أكد “عبد العزيز أفتاتي” النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، أن فوز حزبه بمقعد إنزكان، في الإنتخابات الجزئية التي جرت أمس الخميس، واكتسح فيها خصومه بفارق كبير، أن ذلك الفوز، يبين وبما لايدع مجالا للشك أن المواطنين ما زالوا يثقون في قيادة حزب العدالة والتنمية لسفينة الإصلاح ضد الفساد والمفسدين، وهو إشارة واضحة لضرورة الإستمرار في المسار الذي عاهدنا عليه عموم الشعب المغربي. أما عن اتهام حزب الأحرار” لقيادة حزب المصباح باستغلال منجزات الأغلبية الحكومية لإستمالة أصوات الناخبين، فقال أفتاتي، “تلك التصريحات تدخل في باب الهرطقة واستبلاد الشعب، فبنكيران كان بصدد شرح البرنامج الحكومي ومقتضيات مشروع القانون المالي 2013، أليس من حقه شرح البرنامج الحكومي؟ هل كان يقدم مساعدات عينية ويطلب من الناس التصويت له؟ ثم يتابع قوله، وهو يقطر الشمع على صلالح الدين مزوار الأمين العام لحزب الأحرار، وهو صاحب الفضيحة التي تداولت حول تبادل تعويضات بينه ابان كان وزيرا للمالية مع بنسودة خازن المملكة، قائلا:”حزب الأحرار يجب أن يستحيي، فالذي يضر الأحرار هو أننا أخرجنا صندوق التكافل الإجتماعي لحيز الوجود”. وذكر “أفتاتي ” باهمية الضرائب التي فرضت على أصحاب الشركات، والتي تتراوح ما بين 2 و5 في المائة، والتي ستمكن حسب قوله دائما من حصد 2 مليار درهم، ستوجه للنظام الصحي “راميد”، ودعم الأسر المعوزة، وحوالي 700 ألف تلميذ لمحاربة الهدر المدرسي ومساعدة ذوي الإحتياجات الخاصة لأول مرة في المغرب. وختم قائلا”هاته هي الإنجازات التي تزعج المجموعة المتسلطة والمتنفذة في الأحرار، لفائدة الأصالة والمعاصرة، لكننا ماضون على درب الإصلاح ضد الإستبداد والفساد”.