بعد أن أخذت إسبانيا و إيطاليا و حتى هولاندا و فرنسا في الحد من المهاجرين القادمين إليها، تتجه ألمانيا إلى فتح أبوابها أمام المهاجرين لسد حاجياتها من اليد العاملة المتخصصة. و في هذا الإطار ستحاول استقطاب حوالي 40 ألف مهاجر مغربي سنويا انطلاقا من السنة القادمة. بعد أن أصبحت سوق الشغل في إسبانيا وإيطاليا وفرنسا مغلقة في وجه المهاجرين الشرعيين الجدد، تحولت طريق الهجرة الأوربية الجديدة نحو ألمانيا التي قررت فتح حدودها سنويا لحوالي 200 ألف مهاجر جديد من حملة الشهادات العليا، و ذوي المؤهلات المهنية التي يحتاجها سوق الشغل الألماني. و كانت الغرفة السفلى بالبرلمان الألماني “البوندستاغ” قد صادقت مؤخرا على قانون جديد يتيح إمكانية الإندماج لحاملي شهادات عليا وطنية أو أجنبية، أو يتوفون على مؤهلات مهنية في مجالات حددها البرلمان داخل قائمة، أطلق عليها (مهن الهجرة الجديدة المفيدة و المنتقاة) التي يحتاجها الاقتصاد الألماني. بهذا الخصوص، قررت فون دير لاين، وزيرة العمل و المهاجرين في الحكومة الفدرالية الألمانية، فتح حدود بلادها انطلاقا من يناير 2013 أمام حوالي 200 ألف مهاجر جديد سنويا بينهم 40 ألف مغربي، من أجل سد الخصاص في بعض النشاطات الصناعية و التجارية، و في بعض المؤهلات المطلوبة من طرف المقاولات الألمانية. كما ألغت وزارتي الداخلية و العمل و المهاجرين في الحكومة الألمانية، شرط تقديم المشغل الألماني لدليل يثبت أنه لم يجد مرشحا مؤهلا لشغل منصب عمل شاغر من عاطل ألماني، مما يتيح للمشغلين الألمان تشغيل مهاجرين أجانب مباشرة. و حسب الوكالة الفدرالية للهجرة و اللاجئين، فقد وافقت ميركل، المستشارة الألمانية، على هذا القرار لتفادي ترحيل المقاولات الألمانية لبعض نشاطاتها خارج ألمانيا. و قد أطلقت الوكالة الفدرالية للهجرة و اللاجئين و الوكالة الفدرالية من أجل التشغيل قائمة المهن المطلوبة في سوق الشغل الألماني (مهن الهجرة الجديدة المفيدة و المنتقاة). خمس المرشحين للهجرة إلى ألمانيا مغاربة من أصل 200 ألف مهاجر جديد، قررت ألمانيا فتح حدودها أمامهم سنويا، حيث تم تخصيص نسبة تتراوح ما بين 17 و 20 في المائة لمهاجرين مغاربة جدد، أي ما بين 34 و 40 ألف مهاجر مغربي جديد، سينضافون إلى أكثر من 100 ألف مهاجر مغربي يقيمون في وضعية قانونية بألمانيا. كما سيتيح أيضا قانون الهجرة الجديد في ألمانيا للجيل الثالث من المهاجرين المغاربة الذين تتراوح أعمارهم ما بين 25 و 45 عاما، و الحاصلين على شهادات عليا أو على مؤهلات مهنية يحتاجها سوق الشغل، و الذين يمارسون حاليا عملا مؤقتا أو يوجدون في وضعية بطالة، إمكانية الإندماج في سوق الشغل الألماني… و إضافة إلى إتقان اللغة الألمانية، يجب على المرشح للهجرة إلى ألمانيا، التوفر على مؤهلات في مهن إصلاح و صيانة الآلات و المعدات الصناعية و في مهن هندسة السيارات، و مهن الكهرباء و في مهن تكنولوجيا المعلوميات، و هو قطاع يعاني من خصاص في الكفاءات المؤهلة، و الذي هو في حاجة سنويا، حسب الوكالة الفدرالية من أجل التشغيل على أكثر من 30 ألف تقني متخصص في تكنولوجيا المعلوميات، أو التوفر على شهادات عليا في الطب، ولا فرق أن يحصل عليها المرشح للهجرة إلى ألمانيا، من جامعات أجنبية أو من جامعات بلده الأصلي. ازدهار سوق تعلم اللغة الألمانية بالمغرب مع اقتراب دخول نظام الهجرة الجديد في ألمانيا إلى حيز التطبيق في يناير 2013، بدأت معاهد تعليم اللغة الألمانية في المغرب، تشهد ارتفاعا في عدد المسجلين بها لتلقي دروس في اللغة الألمانية، فيما تبقى (قائمة المهن المفيدة و المنتقاة)، مفتوحة على مهن مفيدة جديدة أخرى، يتم التنقيب عنها من طرف شركات متخصصة، و بخاصة طلبة مدارس هندسة المعلوميات و طلبة كليات الطب و مدارس تكوين الممرضين و خريجي مراكز التكوين المهني.