عرف المركز الإستشفائي الجهوي الحسن الثاني بأكادير، في الشهور الأخيرة إنجاز مجموعة من الإصلاحات الهيكلية. كما تعزز قسم الفحص بالأشعة بمجموعة من التجهيزات الطبية المتطورة، هي عبارة عن أجهزة تقنية حديثة، تستخدم آخر مستجدات التكنولوجيا، عملت إدارة المستشفى على توفيرها بتمويل من وزارة الصحة، وبدعم من مجلس جهة سوس ماسة. و قاد الدكتور باتعال علي " مدير المستشفى منذ تحمله مسؤولية إدارة المستشفى، ثورة جميلة داخل المستشفى، بمجهودات فردية وبمساعدة عدد من المحسنين ، حيث شملت الإصلاحات، جناح الولادة والطفل الذي أدخلت عليه إصلاحات جذرية مهمة وتم تزويده بالتجهيزات الأساسية كما تم قبله إصلاح الجناح 2 الذي أدخلت عليه هو الآخر إصلاحات جذرية. كما تم العمل على إصلاح وتحويل أجنحة متعددة بالمستشفى المذكور إلى أقسام بمواصفات عالية . الجناح رقم 12 الخاص بطب العيون، عرف هو الآخر، مجموعة من الإصلاحات الهيكلية بمساعدة عدد من المحسنين. الإصلاحات والتغييرات الجذرية التي عرفها المستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير، تركت وقعا كبيرا لدى مرتفقي المؤسسة الصحية. وعن نوعية التجهيزات والخدمات التي توفرها وحدة الفحص بالأشعة بمستشفى الحسن الثاني، فإن الوحدة تتوفر على أجهزة متطورة: جهاز الفحص بالرنين المغناطيسي (IRM)، جهاز سكانير (Scanner)، جهاز الفحص بالصدى (Echographie)، جهاز فحص الثدي (Mamographie)، وهي تجهيزات تلبي مختلف التخصصات الطبية، مكنت من تقريب الخدمات لساكنة الجهة، وخففت من عبء التنقل إلى مدن أخرى من أجل إجراء الفحوصات بالنسبة لكثير من المرضى. ويعمل داخل الوحدة طبيبان و12 تقنيا متخصصا، ورغم أن هذا الطاقم الساهر على عمل الوحدة طاقم صغير وغير كاف لتغطية العدد الكبير من الحالات التي تتوافد على المستشفى، فإنه يعمل بجهد مضاعف وبتفان كبير، حتى يتسنى لكل المرضى إجراء فحوصاتهم دون تأخير كبير، حيث يستقبل قسم الفحص بالأشعة مئات المرضى يوميا في مختلف التخصصات. و من أهم أولويات الطاقم العامل بقسم الفحص بالأشعة، هو تقديم خدمات استشفائية للمرضى ذات جودة عالية وتسريع وتيرة العمل، بما يضمن تقديم الفحوصات لأكبر عدد ممكن من المرضى يوميا، إضافة إلى احترام المعايير ذات الصلة بسلامة المرافق الاستشفائية ومراعاة الضوابط البيئية خلال تقديم الخدمات الصحية. وفي تصريح للجريدة عن النقلة التكنولوجية التي يعرفها قسم الفحص بالأشعة، اعتبر مدير المستشفى، الدكتور علي بتعال، أن البنية التحتية ومستوى الخدمات بالمركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني يعرف تطورا ملموسا، مقارنة بالسنوات الماضية، وتدخل هذه المجهودات بتعزيز المستشفى بالأجهزة الضرورية، في إطار تحسين نوعية الخدمات، والتخفيف من معاناة المرضى مع طول أجال مواعيد الاستفادة من الفحوصات الطبية المتخصصة، وهي مجهودات، يضيف الدكتور علي بتعال، ترمي إلى تنفيذ السياسة الصحية والتوجيهات الوزارية في مجال التخطيط والتدبير الاستشفائي، إضافة إلى أن إدارة المستشفى تركز كل جهودها بهدف تحسين صورة المؤسسة الصحية، ورفع مستوى الثقة بين المواطن والنظام الصحي داخل مستشفى الحسن الثاني. وقد مكنت هذه الاستراتيجية، يضيف الدكتور بتعال، من تغطية النقص الذي كان حاصلا في المعدات الطبية بالمستشفى، كما مكنت من توفير الظروف المناسبة للعلاج والتطبيب، بفضل أجهزة تقنية حديثة، تستخدم آخر مستجدات التكنولوجيا. وفي مقابل هذه الاستراتيجية التي تنهجها إدارة مستشفى الحسن الثاني من أجل تحسين جودة الخدمات الصحية، يظل إكراه النقص الكبير في الأطر الطبية هو الهاجس الذي يؤرق كافة المتدخلين في القطاع الصحي بالجهة، والذي يمكن اعتباره حجر عثرة أمام الانتظارات الكبيرة لساكنة المنطقة، وهو ما صار يستلزم من الجميع، كل من موقعه، اتخاذ الإجراءات الناجعة، بما يضمن تحسين جودة الخدمات المقدمة والاستجابة لحاجيات المواطن، لأن هذا النقص في عدد الأطر الطبية والشبه الطبية، يجعل المستشفى في مواجهة ضغط كبير على مواعيد الفحص، رغم المجهودات الكبيرة التي يبذلها الطاقم العامل بالمستشفى لتلبية حاجيات المرتفقين. فإذا أخذنا في عين الاعتبار أن المركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني بأكادير، يعد أكبر مؤسسة صحية على مستوى جهة سوس ماسة، فإن تصنيفه الجهوي هذا يجعل منه آخر نقطة في مسالك العلاج المتوفرة بالجهة، حيث يستقبل المرضى الموجهين من مختلف المستشفيات الإٌقليمية بالجهة ومن المراكز الصحية التابعة لها، بل أحيانا من أقاليم ومدن أخرى خارج الجهة، لذلك فإن مستوى العرض الصحي والخدمات الطبية بمختلف المؤسسات الصحية التابعة للجهة، يؤثر بشكل أو بآخر على مستوى الخدمات بالمركز الاستشفائي الجهوي، وهو ما أصبح يستدعي التسريع بتعزيز المستشفى بالأطر الطبية الكافية، حتى لا تظل كل المجهودات التي يقوم بها الجميع مفتقرة إلى النجاعة. فمنذ تنزيل مشروع المؤسسة الاستشفائية (PEH)، قبل حوالي أربع سنوات، تكون المنظومة الصحية بالمغرب قد دخلت إلى عصر التدبير الحديث والتخطيط الاستراتيجي، وهو مشروع يرمي إلى تطوير القطاع الصحي لتقديم خدمات صحية ذات جودة للمواطنين وحماية ذوي الدخل المحدود، في انتظار تنزيل جهوي معقلن لمشروع المؤسسة الاستشفائية، يضمن معالجة الخلل الكامن في تدبير الموارد البشرية بالجهة، وسد الخصاص في الأطر الطبية بأكبر منشأة صحية بجنوب المغرب.