بعد أشهر قليلة من البحث والتحري على خلفية مراسلة وجهتها القنصلية الفرنسية بالدار البيضاء وأكادير إلى النيابة العامة، من أجل البحث في ملفات الحصول على تأشيرة دخول فضاء "شينغن"، تمكنت الفرقة الوطنية بتنسيق مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني من تفكيك شبكة لتزوير وثائق الحصول على التأشيرة، من بينها موظف يعمل بإحدى مصالح القنصلية المعتمدة بالمغرب. وجاءت شكاية المصالح القنصلية الفرنسية، وفقا لما أوردته يومية "المساء"، بعد أن لاحظت عمليات تزوير متكررة تطال عملية الحصول على تأشيرة "شينغن" من خلال تقديم وثائق مزورة تضم كشوفات متعلقة بالحساب البنكي وعقود الزواج، لتقوم النيابة العامة بتكليف الفرقة الوطنية بالتحقيق في الملف من أجل التوصل إلى أفراد الشبكة . وأكدت المديرية العامة للأمن الوطني أن الأبحاث والتحريات المنجزة اسفرت عن توقيف عشرة أشخاص من بينهم فتاة، بكل من فاس ومكناس وبوفكران والرباط، ثمانية منهم يرتبطون بشكل مباشر بأنشطة هذه الشبكة الاجرامية، بينما يشتبه في كون الشخصين الاخرين من المرشحين للهجرة غير المشروعة. وأضاف المصدر ذاته، أن الأسلوب المعتمد من طرف أفراد هذه الشبكة يتحدد في تزوير الوثائق التي يتشكل منها ملف الحصول على تأشيرة ولوج الفضاء الاوروبي، خصوصا عقود العمل وشواهد الأجر وكشف الحسابات البنكية، مستفيدين من تواطؤ مستخدم في قنصلية أوروبية معتمدة بالرباط، لاستصدار تأشيرات حقيقية، لكن بالاعتماد على وثائق مزورة مقابل مبالغ مالية مهمة. إلى ذلك، اسفرت عمليات التفتيش المتواصلة عن حجز عدة ملفات مزورة لتحصيل التأشيرات وجوازات سفر ونسخ من وثائق هوية وشواهد ازدياد، فضلا عن شيكات بنكية وايصالات لعمليات تحويل مبالغ مالية في اسم عناصر الشبكة تصل قيمة بعضها إلى 30 ألف درهم في الحوالة الواحدة، بالإضافة إلى معدات الكترونية وهواتف محمولة ومبالغ مالية واستدعاءات لإجراء مباريات مهنية.