اهتزت مدينة كومو، وكل إيطاليا، اليوم الجمعة، على وقع حادث مأساوي تمثل في وفاة أربعة أطفال مغاربة ووالدهم داخل منزلهم الذي نشبت به النيران بوسط المدينة. ورجحت التحقيقات الأولية كون الأب (فيصل ه.)، هو الذي أقدم بشكل عمدي على إضرام النار في البيت، وذلك بسبب ظروف اجتماعية عصيبة يمر منها. واتصل جيران العائلة المغربية برجال المطافىء بعد رؤيتهم لأعمدة الدخان تتصاعد من نوافذ الشقة التي يقطنونها. وبعدما تمكنت فرق الإطفاء من السيطرة على النيران التي كانت تلتهم الشقة التي تكتريها العائلة المغربية، اقتحمت البيت ووجدت الأطفال الأربعة ممددين على سرير الزوجين، فيما رجح المحققون أن الصغار كانوا نائمين لحظة قيام والدهم بإضرام النار، أما الأم فإنها لم تكن بالبيت لحظة وقوع الحادث. ونقل رجال الاسعاف الأطفال الأربعة:( 5 و 7 و 9 و 11 سنوات) ، إلى المستشفى بمدينة كانتو، حيث لفظ ثلاثة منهم أنفاسهم هناك، ولم تفلح مجهودات المسعفين في إنقادهم رغم تدخل الإطفائيين في وقت قياسي لإطفاء الحريق. ونقلت الطفلة، التي تبلغ من العمر خمس سنوات، إلى مستشفى ميلانو، في محاولة لإنقاذ حياتها، لكنها توفيت مساء اليوم؛ فيما توفي الأب، البالغ من العمر 49 سنة، بدوره مختنقاً داخل المنزل، بعد أن استنشق كميات كبيرة من الدخان. وقال مصدر من رجال الوقاية المدنية، في تصريحات نشرتها وسائل الاعلام الإيطالية، إن رجال الإطفاء عثروا بداخل الشقة على كميات كبيرة من المواد القابلة للاحتراق كالجرائد، وهذا ما يغدي فرضية كون صاحب البيت، كان قد قرر بنفسه إنهاء حياته وحياة أبنائه بهذه الطريقة المؤلمة. وتحدثت وسائل إعلام محلية بمدينة كومو عن كون العائلة المغربية تعيش أوضاعاً اجتماعية عصيبة، فالأب عاطل عن العمل منذ مدة طويلة، أما الأم فإنها تعاني من اضطرابات نفسية جعلت السلطات تُلحقها بمؤسسة للرعاية الاجتماعية، ومنحت رعاية الأبناء للأب. وتحدثت بعض المصادر عن كون الأب كان يخشى من تدخل قاضي القاصرين لينزع منه حضانة الأبناء، ونقلهم إلى مؤسسة خيرية. وعند وقوع الحادث حل عمدة مدينة كومو بالمستشفى، والتقى بوالدة الأطفال لمواساتها وتعزيتها، وفق ما أوردته جريدة "لابروفينشا دي كومو" التي كشفت تفاصيل الحادث الدامي، كما نشرت صورا للضحايا الخمسة.