لم يعد الدجالون والمشعوذون وبعض الرقاة وفقهاء استخراج الجن يكتفون بأموال ضحاياهم وهداياهم وحيلهم، بل يطمعون في أجسادهم، وبالضبط إلى أجزاء منها، يمارسون عليها أنواع الكبت الجنسي، بدعوى أن «موالين لمكان» هم من يطلبون ذلك ويلحون عليه ولا يمكن أن تسقط كلمتهم. وأغلب المشعوذين، الذين تعج بهم المدن والقرى المغربية، يستغلون، حسب ما نشرته «الصباح»، في ملف عنونته ب «التداوي بالجنس»، ضعف مرضى نفسانيين ليرضخوهم إلى نزواتهم المريضة، وتحويلهم إلى «مجار» لرمي أزبالهم وعاهاتهم، وهم في ذلك يختارون بين الذميمات والجميلات، وبين الجميلات والحسناوات والفائقات الحسن، وبين الصغيرات والكبيرات في السن، والرشيقات والسمينات، وبين العازبات والمتزوجات، حسب المزاج، وطبيعة الحالة المعروضة عليهم وشدة الإلحاح على طلب العلاج. وسردت يومية الصباح في ملفها الأسبوعي عدد من الحالات لنساء كن ضحايا دجالين والمشعوذين ورقاة وفقهاء استمتعن بأجساد العازبات والمتزوجات وافتضاض بكارة بعضهن، حيث فضحت اليومية عدد من الأساليب التي ينتهجها هؤلاء الرقاة من أجل تحقيق مآربهم الجنسية في خلط بين الدين والطب. اليومية سلطت الضوء عن جرائم ضد الشعوذة التي تقترف بسوق "أجميعة" بالبيضاء , و الذي يعتبر ملاذا من أجل عقد لقاءات بين مشعوذين و نسوة يعانين من المس و السحر بعيدا عن السوق بغرض تخلصيهن من "السحر" أو "التقاف" و غيرها , و تطرقت "الصباح " لحكاية طالبة قصدت السوق من أجل اكتشاف هذه الحيل و الأساليب المستعملة من طرف هؤلاء المشعوذين حيث ادعت انها تحس بوجود شخص غريب على فراشها ليلا , لينصحها المشعوذ بضرورة علاجها و بعد أن وزع الأوراق أن جنيا معجبا بها و أنها في حاجة الى حصص للعلاج المنتظم للتخلص منه محددا لها موعدا بببيته , نفس الموقف تعرضت له حقوقية قصدت البيت لتبدأ الرحلة بحصة بخور ثم سائل أعد للشرب قبل الخضوع لحصص جنسية لطرد الجني من رحمها . قصص صادمة لقتيات افتضت بكارتهن تحت ذريعة جلب السعد , كانت أقواها قصة فقيه من إقليم قلعة سراغنة يدعي إخراجه الجن من جسد نساء يعانين اضطرابات نفسية , و كان الفقيه الأمازيغي و الذي يتحوز حقيبة جلدية تحتوي على أقلام قصبية و قنينة صمغ , الفقيه ظل يمارس طقوس نصبه بحي جنان بكار قبل أن ينتهي به المطاف في السجن المحلي بمراكش بعد افتضاح أمره بعد مغامرة جنسية مع شابة في عقدها الثاني افتض بكارتها في نهاية الأمر. قصة الفقيه العاشق للمتزوجات بأكادير كانت واحدة من القصص المثيرة في هذا الملف، عندما حكمت ابتدائية أيت ملول ببراءة مشعوذ من تهم النصب على نساء منهن متزوجات واستغلالهن جنسيا اثر تنازل النسوة المطالبات بالحق المدني , وقد تم اعتقال الفقيه المشتبه بعد تقاطر عدد من الشكايات لنساء أغلبهن متزوجات استغلهن جنسيا بداعي العلاج من السحر , كما حجز الأمن عدد الملابس النسائية الداخلية وعدد من المواد المستعملة في الشعوذة و قوارير من السوائل المخلوطة بالعسل و التي أوهم ضحاياه أنه عسل حر يعالج عدد من الأمراض المستعصية. حكايات نصب مثيرة أخرى أوردتها الصباح في ملفها كان ضحاياها من النساء اللواتي مورس عليهن الجنس بداعي الإنجاب و الإخصاب , و أخرى لشابة جميلة تعاني الصرع نصحتها إحدى المقربات بزيارة فقيه وقور "كيجمد الما فالركابي" بمدينة صفرو, الشابة و أمام صدها للتحرشات الكثيرة من الشيخ , أمرها بضرورة إقامة علاقة جنسية معها بعدما كتب طلاسيم على جهازه التناسلي محاولا ايهامها بأنها هي الطريق الوحيدة للعلاج , قبل أن تعتذر بداعي دم الحيض , بعدها أطلقت الشابة سيقانها للريح بعدما فطنت للأمر. الملف كذلك سلط الضوء على موضوع الرقاة و الذين يظهرون خلف شاشات التلفزيون , و كذلك لضريح "بويا عمر" و الذي وصفه الملف ب"مرتع الجن و الجنس" وذلك نظرا لما كان يشهده هذا الضريح الذي أغلق , من تصرفات شعوذة و جنس . فيما ختمت المساء ملفها المثير بقصص جنس تحت غطاء التداوي وطرد السحر والأرواح الشريرة وصلت الى ردهات المحاكم.