بعد إنتظار طويل إستجابت جامعتنا الموقرة لغضب الشارع الرياضي و إمتثلت لرغبته في إقالة الناخب الوطني إيريك غيريتس , بعد أن قاد سفينة الأسود للجنوح في بحر من الإخفاقات المتوالية والتي لم يجد معها أي نوع من المسكنات , فجاء القرار بفسخ عقد المدرب البلجيكي في لحظة إحتقان شعبي لن يهدأ من روعها إلا التعاقد مع مدرب وطني لتخفيف الضغط على الجامعة و ليتقاسم معها سهام الإنتقادات في أي إخفاق قد يقع في المستقبل . شكلت لجنة بسرعة و بمواصفات لم يفهمها طيف واسع من الشارع الرياضي , مهمتها البحث عن المدرب (الضحية) و الذي ستناط به مهمة شبه مستحيلة عجز عنها كل من سبقوه . و قد التقى أعضائها بالمدربين المغاربة البارزين و هم كل من الطاوسي والزاكي بالإضافة لكل من فاخر والعامري , لأخذ رأيهم و معرفة برنامجهم , هذا مع فرضية وجود إسم “مرضي عنه” قد يكون وقع الإختيار عليه في وقت سابق. لكن ماذا بعد أن يتم إختيار مدرب وطني , هل ستهدأ العاصفة ؟ هنا سيتسائل الجميع عن طبيعة المهمة الموكلة للناخب الذي سيبتلع الطعم , و شكل عقدة الأهداف المرجو تحقيقها و التي لم يسبق و أن وصلت لنهايتها مع من سبقوه والذي سيحاط بنفس الممارسات التي طوقت أعناقهم, وهل يستطيع فرض سياسته لتكوين منتخب يخضع لأوامره و تحت سيطرته و لا وجود فيه لعنتريات أشباه لاعبين محترفين ممن أصبح تواجدهم المستمر قدرا لا بد منه , فماذا لو قرر المدرب المفترض المناداة على تشكيل أغلب لاعبيه من البطولة المحلية وبداية مشروع حقيقي لتكوين منتخب قوي, فترى كيف سيكون رد فعل المتحكمين في دواليب الجامعة , وهل سيتركونه يشتغل وفق رأيته, أم سيتم تنبيهه لحجم “الخطيئة” التي سيرتكبها بإبعاد جيش اللاعبين المدللين و الذين تأكدت محدودية عطائهم خصوصا في محيط إفريقي أبدا لن تبرز فيه سوى قلة ممن ترعرع في أوروبا و أجوائها . فكل السيناريوهات تدل و توحي بإستمرار نفس السياسات السابقة والتي أحالت الأسود على غرفة الإنعاش بفعل توالي اشخاص بعينهم على تسيير شؤون الجامعة دونما الرجوع لأهل الإختصاص ممن يتمتعون بمصداقية لدى الجميع , و لما لا ننتبه لما يجري في بلد شقيق كتونس , حيث سبقونا بإحتراف منذ زمن أعطى ثماره , و جعلهم رقما صعبا في المستوى الإفريقي , و رأينا كيف أن لاعبهم المحلي هو أساس منتخبهم مع بعض المحترفين القادرين على إعطاء الإضافة . خلاصة القول أن مهمة الناخب الجديد ستكون تجربة قاسية و هدية ملغومة لمن سيتحملها , لأنه سيتلقى ضربات من شتى الإتجاهات , تارة سهام إنتقادات الجماهير و تارة ضربات من “تماسيح وعفاريت” ستضل تراقب أي هفوة لتزيد الضغط عليه , و لتعود حليمة لعادتها القديمة.