ستكون أمام رشيد الطاوسي، الناخب الوطني الجديد، مجموعة من الاكراهات التي سيكون لزاما عليه التغلب عليها لتحقيق النجاح المنتظر منه، ومن تم إعادة الاعتبار للإطار الوطني، وإنصافه على حساب الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم التي همشته لسنوات، قبل أن تضطر إلى الالتفاتة إليه بضغط من الشارع المغربي، ووسائل الإعلام.منتخب جديد تكوين منتخب قوي بدماء جديدة، هي أول انتظارات الشارع المغربي من الطاوسي، سيما أن الجمهور المغربي أصبح يتوق لمنتخب جديد يمحي الصورة الباهتة لمنتخب غيريتس، الذي مرغ وجه الكرة المغربية في التراب. وستكون مباراة الموزمبيق أول امتحان لمنتخب الطاوسي، ورسالة للجماهير المغربي لتكوين فكرة على المنتخب الجديد، الذي سيحاول وضع قطيع مع عهد غيريتس، حتى وإن كان سيشكل من العناصر نفسها، التي فشلت في تحقيق نتائج إيجابية بقيادة هذا الأخير.مهمة مضاعفة مهمة الطاوسي على رأس الإدارة التقنية للأسود، ستفرض عليه مهمة مضاعفة، بعدما سلمت له أيضا مهمة قيادة المنتخب المحلي لتحقيق التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا للمحليين. الطاوسي سيكون مطالبا بتحاوز إخفاقات الأسود، وستنضاف لها أيضا إخفاقات المنتخب المحلي، بعدما عجز في مناسبتين على ضمان التأهل لكأس إفريقيا بقيادة المرحوم بليندة، ومصطفى الحداوي. لذلك فمهام الطاوسي ستكون مضاعفة، خاصة إذا ما استمر مدربا لفريق الجيش الملكي. وضعية حرجة تسلم رشيد الطاوسي المنتخب الوطني وهو في وضعية جد حرجة، سواء في تصفيات كأس إفريقيا أو كأس العالم، فالأسود مهددون بالغياب عن النهائيات الإفريقية بجنوب إفريقيا 2013، في حال ما إذا فشلوا في التغلب على الموزمبيق في الإياب بأكثر من هدفين، كما يتخلفون في ترتيب المجموعة الثالثة في تصفيات المونديال بنقطتين عن المتصدر. وضعية ستزيد من تعقيد مهمة الطاوسي، وتهدد منصبه ناخبا وطنيا في حال فشله في إخراج الأسود من مأزقهم.حرب خفية لن ينعم الطاوسي ب»راحة البال»، ولن تكون طريقه مفروشة بالورود، وهو يحاول إصلاح المنتخب الوطني، وإعادته إلى سكته الصحيحة، بعد سنوات من الإخفاق. فرغم تعيينه مدربا من قبل الجامعة الملكية المغربي لكرة القدم، غير أن أعضاء بمكتبها الجامعي، لن يفوتوا الفرصة للتضييق عليه، والعمل على إفشاله، لعدم اقتناعهم من جهة بالإطار الوطني، ولتفادي الانتقادات التي ستوجه لهم في حال نجاح الطاوسي في مهامه، خاصة بعد اختيارهم الفاشل لغيريتس مدربا للأسود، قبل سنتين.ممثل الأطر الوطنية يشكل تعيين الطاوسي مدربا للأسود سيكون سفيا ذو حدين، إذ أن فشله يعني نجاح الجامعة التي تسعى إلى الترويج للمدربين الأجانب، وتتجاهل الأطر الوطنية، بينما نجاحه يعني فشل توجهات الجامعة، وبالتالي إعادة الاعتبار للمدربين المغاربة. وسيعقد هؤلاء آمالا كبيرة على الطاوسي فنجاحه هو انتصار للإطار المغربي المهمش، وهو ما يعني فتح المجال للأطر الوطنية للإشراف على الإدارة التقية الوطنية وجميع فئات المنتخب. ضغط الشارع والزاكي من بين الاكراهات التي ستواجه عمل الطاوسي ضغط الشارع المغربي، الذي سيطالب بتحقيق النتائج المرجوة في أقرب وقت، سيما أن غالبيته نادى باسم الزاكي، لإعادته ناخبا وطنيا، لكن الجهات المكلفة بالحسم في اختيار مدرب المنتخب الوطني كان لديها رأي آخر. وفشل الطاوسي لا قدر الله سيدفع الجمهور المغربي إلى الاحتجاج أكثر لفرض الزاكي مدربا للأسود أكثر من أي وقت مضى، وهو ما سيشكل ضغطا الطاوسي.