لم يكن المؤذن الضحية الأولى للمجزرة، التي شهدها مسجد الأندلس في مدينة تطوان، يعلم بأنه لن يستطيع صناعة القهوة لزوجته، وهو يتوجه إلى المسجد لرفع آذان صلاة الفجر. جلس الرجل الذي تجاوز السبعين من العمر، بعد رفع الأذان، وصلاة ركعتي النافلة، اتكأ على سارية قرب المحراب، وشرع في التسبيح، في انتظار تجمع المصلين لأداء الفريضة.. استغرق كعادته في التسبيح، قبل أن تحل له الفاجعة! زوجته التي تشتغل في إحدى المخيمات الصيفية، قالت إنه استيقظ بحماس، والرضى باد على محياه، وأخبرها بأنه حين سيعود من المسجد سيعد لها القهوة، لتتناول الفطور قبل الانصراف إلى العمل.. وظلت تنتظر دون أن تشرب قهوتها، ولا أن ترى وجه زوجها الذي عبث به سيف المهاجم.. كان الشيخ جالسا القرفصاء، متكئا على سارية المسجد، قبل أن يتناهى إليه صليل سيف غادر من مهاجم، كان يرتدي جلبابا أبيض ويتربص به على مقربة من مدخل المسجد.. المؤذن فوجئ بالمجرم يقف أمامه، وهو يهوي عليه بسيفه، حاول أن يحمي وجهه بيديه، فقطع النصل بعضا منها.. صرخ الرجل، لكن السيف بتر جزءا من وجهه، وعبث به.. لينام الشيخ السبعيني نومته الأخيرة. الشيخ دفن بمقبرة "بنكيران"، المقبرة الإسلامية في تطوان، بعد عصر أول أمس الثلاثاء.. وسط حشد من المشيعين.